من بكين، قال أمس وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن كوريا الشمالية «تمثّل تهديدا صريحاً للعالم»، وذلك بعدما أجرت بيونغ يانغ تجربتها النووية الرابعة مطلع الشهر الجاري.
وتسعى واشنطن لاستصدار رد قاس من الأمم المتحدة على تجربة لما تقول بيونغ يانغ إنها قنبلة هيدروجينية، يشمل تشديد العقوبات على الدولة المحاصرة غربياً منذ عقود. وصرّح كيري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصيني، وانغ يي، بأن الدولتين «متفقتان على أهمية صدور قرار من الأمم المتحدة»، وعلى «تسريع جهودهما» لتسوية خلافاتهما بهذا الشأن، ولا سيما حول «معايير» القرار. وقال كيري إن للصين «إمكانات لمساعدتنا على مواجهة هذا التهديد»، مشيرا إلى أن بكين هي الداعم الاساسي ليونغ يانغ، وأنها بالتالي قادرة على ممارسة ضغوط على «حركة السفن» و«تبادل الموارد».
بكين: أميركا مسؤولة عن الوضع المتوتر في شبه الجزيرة الكورية

من جهته، قال وانغ إن الصين تدعم أيضا تحركاً جديداً لمجلس الأمن في هذا الشأن، لكنه شدد على أنّ «من الضروري عدم إحداث توتر جديد للوضع»، وأنه يرفض «كافة الافتراضات التي لا أساس لها، أو تحوير لموقف الصين»، في إشارة إلى كلام كيري. وأوضح وانغ أن بلاده ملتزمة نزع الاسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، وأن «الهدف هو اعادة الملف النووي لشبه الجزيرة الكورية الى المسار الصحيح في المفاوضات»، لافتاً إلى أن «العقوبات ليست هدفا بحد ذاته». وغالبا ما تدعو الصين إلى التهدئة في المنطقة، وإلى استئناف المحادثات السداسية التي تضم الكوريتين والصين والولايات المتحدة وروسيا واليابان. وفي هذا السياق، قال الرئيس الصيني، شي جنبينغ، الذي التقى كيري أمس، إنه «على نحو عام، عندما تعمل الصين والولايات المتحدة معا، بإمكاننا إنجاز أمور جيدة».
أما وكالة الأنباء الصينية الرسمية، شينخوا، فعلّقت على زيارة كيري لبكين قائلة إن الولايات المتحدة مسؤولة عن الوضع المتوتر في شبه الجزيرة الكورية، وذلك بـ«عدائيتها» وتمسكها بـ«عقلية الحرب الباردة»، مشيرة إلى أن الأعمال الاستفزازية لواشنطن، كتحليق قاذفة «بي52» قرب الحدود بين الكوريتين، «أثار قلق كوريا الشمالية، ودفعها إلى انتهاج سياسة حافة الهاوية في المجال النووي».
وناقش كيري مع المسؤولين الصينيين تصاعد التوتر في منطقة جنوب بحر الصين، حيث تقود واشنطن حملة تحشّد فيها حلفاءها في المنطقة ضد الإنشاءات (موانئ ومطارات خصوصاً) التي تقوم بها بكين على بعض جزر «سبراتلي»، بحيث تصبح قادرة على استيعاب قدرات عسكرية تهدد الهيمنة الأميركية على ممرات الملاحة الاستراتيجية، وفيما تؤكد الصين أحقيتها بالسيادة على كل المنطقة المذكورة تقريبا، تقول واشنطن إن مشاريع الصين تهدد حرية الملاحة، وهي أقدمت على تسيير سفن وطائرات حربية في المكان، في تحد صارخ للصين.
وقال كيري أمس إن «على البلدين تجنب دوامة من انعدام الثقة والتصعيد، تساهم في زعزعة الاستقرار» في المنطقة، مضيفا أن الجانبين اتفقا على درس الامكانات للتوصل إلى حل «عبر القنوات الدبلوماسية».
(أ ف ب)