وافقت طاجيكستان على بناء قاعدة صينية جديدة بالقرب من حدود البلاد مع أفغانستان، بعدما حذر مسؤولون طاجيكيون من التهديدات المتزايدة الصادرة من جارتها الجنوبية.
وفي خطوة مفاجئة، عرضت الحكومة الطاجيكية بحسب «راديو أوروبا الحرة»، نقل السيطرة الكاملة على قاعدة عسكرية صينية موجودة أساساً في البلاد إلى بكين، والتنازل عن أي إيجار مستقبلي مقابل المساعدة العسكرية من الصين.

كما أورد بيان أرسلته السفارة الصينية في دوشانبه إلى وزارة الخارجية في طاجيكستان، اطَّلع عليه الراديو، تقديم الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمان، اقتراح نقل ملكية القاعدة الموجودة إلى الصين، وتم الحديث عنه بدايةً، عندما زار وزير الخارجية الصيني وانغ يي العاصمة الطاجيكية دوشانبه في حزيران الماضي.

وكانت الصين تدير قاعدة عسكرية في طاجيكستان بالقرب من الحدود الأفغانية في منطقة نائية بالقرب من ممر واخان، ويُعتقد أن مجموعة المنشآت هناك كانت قيد التشغيل لمدة خمس سنوات على الأقل.

في المقابل، نفت الحكومتان الصينية والطاجيكية رسمياً وجود القاعدة، إلا أن الراديو ذكر أنه لم يحصل إلا على القليل من التفاصيل حول ملكيتها وكيفية تشغيلها والعمل بها، وأكد بحسب الوثائق وجود موظفين صينيين يعملون هناك.

أما بالنسبة إلى المشروع الجديد، فالوثائق التي ذكرها الراديو، لا تؤكد ما إذا كانت بكين قد وافقت على الاقتراح الذي قدمه الجانب الطاجيكي، لكنها تُلخّص ماهية العرض الذي يطلب مزيداً من التمويل لبناء نقاط عسكرية طاجيكية على طول الحدود مع أفغانستان، ونقل السيطرة الكاملة على المرافق القائمة إلى الصين من دون فرض أي رسوم تأسيس.

وكان المشرعون في مجلس النواب الطاجيكي قد وافقوا على بناء المنشأة الجديدة في 27 الشهر الجاري، إذ صوتوا على الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين وزارة الداخلية في طاجيكستان ووزارة الأمن العام الصينية.

وقال النائب الأول لوزير الداخلية الطاجيكي عبد الرحمن ألامشوزودا، إن المنشأة ستقع في قرية فاخون في مقاطعة غورنو باداخشان، وأن القاعدة ستكون مملوكة لمجموعات القوات الخاصة التي تعمل تحت إشراف وزارة الداخلية.

وعلَّق بعض النواب بالقول إن القوات الطاجيكية النظامية ستكون موجودة أيضاً في المنشأة.

من جهته، أشار النائب الطاجيكي توليبخون عظيمزودا في البرلمان إلى أن القاعدة الجديدة ستبنى بتمويل صيني وإن التكلفة الإجمالية ستكون 10 ملايين دولار، رابطاً الملف بأكمله، بتدهور الوضع الأمني ​​في أفغانستان منذ أن أطاحت حركة طالبان بالحكومة السابقة المدعومة من الغرب.

وقال: «يأتي البناء وسط سيطرة طالبان على أفغانستان وتزايد التهديدات الأمنية على طول حدود البلاد».

وكانت الصين قد دقت سابقاً ناقوس الخطر بشأن احتمال استخدام المتطرفين الأويغور أفغانستان كنقطة انطلاق لشن هجمات على أهداف صينية في المنطقة أو في مقاطعة شينجيانغ الغربية.

مع العلم، أن النطاق الكامل للتهديد الذي يشكله مسلحو الأويغور متنازع عليه، حيث يقول العديد من المحللين، بحسب الراديو، إن المقاتلين يفتقرون إلى التنسيق والإعداد لشن الهجمات، ومع ذلك هذا الاحتمال يمثل مصدر قلق رئيسياً لصانعي السياسة الصينيين.