انطلقت أعمال قمة مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون (SCO)، والقمة المشتركة لزعماء منظمة شنغهاي للتعاون والدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO)، اليوم، في العاصمة الطاجيكية دوشنبة.
الاجتماع الذي يمتد ليومين، هو الحادي والعشرون من نوعه بالتزامن مع الذكرى العشرين لتأسيس المنظمة، ووجود التحديات التي أحدثتها التغييرات السياسية في أفغانستان؛ ويشارك في الاجتماع ممثلو الدول الإقليمية، إما كأعضاء رسميين أو مراقبين، وهو ما يمكن أن يشكّل أداة فعالة في وجه هذه التحديات.

ولذلك، من المرتقب أن يركّز اجتماع مجلس رؤساء دول المنظمة، بشكل رئيسيّ، على أفغانستان، الدولة المراقبة في المنظمة التي تشترك في الحدود مع العديد من الدول الأعضاء.
وذلك بعد أسبوع من إعلان «طالبان» الحكومة المؤقتة، وسط اختلاف لمواقف الدول الأعضاء إزاء الاعتراف بالحكومة، وتهديدات أخرى. فعلى الرغم من انتقال السياسة الخارجية لحكومة «طالبان» من سياسة موالية للولايات المتحدة تاريخياً إلى سياسة ذات ميول إقليمية أكثر، يبقى لدى معظم الدول عدد من المخاوف التي تجمعها، الأمر الذي يتطلب منها أن تلعب دوراً أكبر من خلال المباحثات، ولا سيّما في ظل وجود صراعات داخلية بين بعض المشاركين في المنظمة، مثل باكستان والهند، والذي من الممكن أن يضع حواجز أمام التوصل إلى توافق سريع.

إلا أن معظم الدول الأعضاء في المنظمة متوافقة حول أمور أخرى بشأن القضية الأفغانية، ولا سيما حث الدول الغربية التي تقودها الولايات المتحدة على أداء واجباتها والتعامل بشكل مناسب مع قضايا اللاجئين وإدارة مخاطر انتشار الإرهاب، وحث طالبان على عزل نفسها تماماً عن جميع الجماعات الإرهابية، ومناقشة الخطط العملية والآليات الجديدة بشأن إعادة إعمار أفغانستان، وقضية اللاجئين الأفغان، نظراً إلى ما يواجهه عدد من الدول المجاورة من مخاطر متعددة مثل قضية اللاجئين والإرهاب والمخدرات، مع الانسحاب غير المسؤول والمتسرع للقوات الغربية بقيادة الولايات المتحدة.

وفيما تلعب المنظمة دوراً مهماً في تعزيز الأمن والتنمية الاقتصادية في المنطقة، سيناقش المجتمعون قضايا الأمن والتنمية المختلفة في المنطقة، ويتبادلون الأفكار حول تعاون المنظمة والشؤون الدولية والإقليمية الرئيسية، ولا سيما الوجود العسكري الأميركي في آسيا الوسطى، فضلاً عن مناقشة توسيع العضوية.

وفي هذا السياق، من المتوقع أيضاً أن تصبح إيران عضواً في المنظمة، ما يجعل المنظمة تشمل جميع الجيران الرئيسيين لأفغانستان، لتصبح بذلك أهم منظمة إقليمية بشأن القضية الأفغانية. وبالنسبة إلى إيران، يتيح لها انتقالها من صفة مراقب إلى عضو في المنظمة المزيد من التعاون في تبادل المعلومات الاستخبارية والعمليات المنسقة مع الدول الأعضاء الأخرى، وهو ما يعزّز أن تصبح واحداً من أكثر اللاعبين الخارجيين تأثيراً في أفغانستان، ولا سيّما أنها تستضيف، بالإضافة إلى باكستان، أكبر عدد من اللاجئين وطالبي اللجوء الأفغان.



لقاءات ثنائية... واجتماع رباعي

وعلى هامش قمة رؤساء الدول الأعضاء في قمة شنغهاي للتعاون، من المرتقب أن يجري المشاركون المزيد من اللقاءات الثنائية، فضلاً عن التي عُقِدت.

والجدير بالذكر أنه عُقِد اجتماع رباعي بين الصين وروسيا وإيران وباكستان، أعرب فيه ممثلو الدول عن دعمهم لتشكيل حكومة شاملة بمشاركة جميع المجموعات العرقية في أفغانستان.

وأيد كل من وزراء الخارجية، وانغ يي وسيرغي لافروف وحسين أمير عبد اللهيان وشاه محمود قريشي، خلال اجتماعهم، تشكيل حكومة شاملة بمشاركة جميع المجموعات العرقية في أفغانستان، مؤكّدين على «على ايجاد افغانستان خالية من الإرهاب وخالية من المخدرات وخالية من التهديدات ضد جيرانها».



كما رحّب الاجتماع بعقد الجولة القادمة من قمة دول الجوار الأفغانية، والتي من المقرر أن يحضرها وزراء خارجية الدول المجاورة (إيران وباكستان والصين وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان)، وكذلك روسيا في طهران أواخر الشهر المقبل.

وكان تم الاتفاق في الاجتماع الافتراضي لوزراء خارجية الدول الست المجاورة لأفغانستان، الذي عقد في 8 من الشهر الجاري برئاسة باكستان، على عقد الجولة التالية من الاجتماع في طهران.

يذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون تأسست في عام 2001 بمشاركة كل من الصين وكازاخستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان، بهدف مكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز التعاون الاقتصادي. وانضمت الهند وباكستان إلى المنظمة في عام 2017 بصفة العضوية الكاملة بعدما كانتا بصفة عضو مراقب.

يُذكر أن العديد من أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون هم أيضاً أعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي.