ألغت السلطات الفرنسية حفل استقبال كان مقرراً غداً في واشنطن، وفق ما أفاد به مسؤول، طلب عدم الكشف عن هويته، وكالة وكالة «فرانس برس».
وتأتي هذه الخطوة بعد فسخ عقد تزويد غواصات فرنسية لأستراليا، غداة إعلان الولايات المتحدة وبريطانيا أنهما ستمدان أستراليا بتكنولوجيا تصنيع غواصات تعمل بالطاقة النووية، وهو أمر سيحل محل صفقة الغواصات الفرنسية مع أستراليا، ما أدى إلى أزمة بين باريس وواشنطن.

وكان من المقرر أن يُقام حفل الاستقبال في مقر إقامة السفير الفرنسي في واشنطن بمناسبة ذكرى معركة بحرية حاسمة في حرب «الاستقلال الأميركية»، التي توجت بانتصار الأسطول الفرنسي على الأسطول البريطاني في 5 أيلول 1781.

وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قال، اليوم، إن الولايات المتحدة ترحّب بأن تلعب دول أوروبية دوراً هاماً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مضيفاً أن فرنسا على وجه خاص «شريك حيوي»، وذلك خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماعات بين وزراء خارجية ودفاع الولايات المتحدة وأستراليا بواشنطن، التي تمّ فيها الإعلان عن إمداد أستراليا بتكنولوجيا تصنيع الغواصات المذكورة.

وفي هذا السياق، أشار بلينكن إلى أن المسؤولين الأميركيين كانوا على اتصال مع نظرائهم الفرنسيين خلال ما بين 24 و 48 ساعة الماضية على الأقل لبحث مسألة الشراكة الجديدة مع أستراليا.

وفي المقابل، ردّت فرنسا بغضب على خسارة الصفقة التي تصل قيمتها إلى 40 مليار دولار ووصفت التحرك الأميركي بأنه «طعنة في الظهر».

هزات ارتدادية
وأطلقت الولايات المتحدة، أمس، شراكة أمنية واسعة النطاق مع أستراليا وبريطانيا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ في مواجهة الصين، تتضمّن تسليم كانبيرا غواصات ذات دفع نووي، ما اعتبرته بكين صفقة «غير مسؤولة».

وقال رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، خلال مؤتمر عبر الفيديو استضافه الرئيس الأميركي، جو بايدن، في البيت الأبيض، وشارك فيه أيضاً رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن «أول مبادرة كبيرة في إطار (شراكة) أوكوس ستكون حصول أستراليا على أسطول من غواصات تعمل بالدفع النووي».

وعلى الجانب الآخر ندّدت الصين بالصفقة واصفة إياها «بالغير مسؤولة إطلاقاً» بين الولايات المتحدة وأستراليا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، أمام الصحافة إن «التعاون بين الولايات المتحدة، وبريطانيا، وأستراليا، في مجال الغواصات النووية، يزعزع بشكل خطير السلام والاستقرار الإقليميين، ويكثّف سباق التسلح ويقوّض الجهود الدولية باتجاه إزالة انتشار الأسلحة النووية».

وصرح رئيس الوزراء البريطاني، اليوم، أن اقتناء أستراليا غواصات تعمل بالدفع النووي «سيساعد في الحفاظ على السلام والأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ». وأفاد جونسون بأن هذه الخطوة «لم يكن المقصود منها أن تكون معادية لأية قوة أخرى».

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، في تصريحات بثتها إذاعة فرانس إنفو «هذا القرار الجائر الأحادي وغير المتوقع يذكرني كثيراً بما كان يفعله السيد ترامب».

وأضاف «أشعر بالغضب والمرارة، هذا أمر لا يحدث بين الحلفاء».

ومن جانبة، تعجب الاتحاد الأوروبي من عدم معرفته مسبقاً بالشراكة العسكرية الجديدة، بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، وفق ما كشف متحدّث باسم التكتل، ما يثير مخاوف في أوروبا من نهج إقصائي لدى واشنطن.

و أكد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، بيتر ستانو، أن «الاتحاد الأوروبي لم يتبلّغ بشأن هذا المشروع أو هذه المبادرة، ونحن على تواصل مع الشركاء هؤلاء لمعرفة المزيد».

وتابع «وبالطبع سيتعيّن علينا أن نناقش هذا الأمر ضمن الاتحاد الأوروبي مع دولنا الأعضاء لإجراء تقييم للتداعيات».

من جهتها شدّدت المتحدثة، دانا سبينانت، على أن التحالف الجديد «لن تكون له تداعيات» على العلاقات مع الدول الثلاث.