أعرب الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن «ثقته الكاملة» بأعلى جنرال في الولايات المتحدة، بعد الكشف عن إجرائه اتصالين بنظيره الصيني خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، في ظلّ مخاوف حول الحالة العقلية للأخير حينذاك.
وبالتالي، صدّ بايدن دعوات الجمهوريين لطرد رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي، الجنرال مارك ميلي، بسبب مزاعم بتقويضه السلطة المدنية في الاتصالين، اللذين أجراهما في تشرين الأول وكانون الثاني الماضيين، مع رفض ترامب القبول بخسارته الانتخابات أمام الديمقراطيين.

وصرّحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، للصحافيين، أن الرئيس لديه كامل الثقة بـ«قيادة الجنرال ميلي ووطنيته ووفائه لدستورنا».

من جهته، شدّد ميلي على أن المحادثتين الهاتفيتين اللتين أجراهما مع الجنرال الصيني، لي زوتشينغ، وتمّ الكشف عنهما الثلاثاء في مقتطفات من كتاب جديد للكاتبين، بوب ودورد وروبرت كوستا، «تندرجان في إطار عمله وواجباته».

كما أكد المتحدث باسمه، الكولونيل ديف باتلر، في بيان، أن: «رئيس هيئة الأركان المشتركة يتواصل بانتظام مع قادة الجيوش في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الصين وروسيا»، مؤكداً أن «اتصالاته مع الصينيين وغيرهم في تلك الفترة كانت تتماشى مع هذه الواجبات والمسؤوليات، وهدفها التطمين من أجل الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي».

يأتي هذا بعدما انتقد ترامب، الثلاثاء، ميلي، واصفاً إياه بأسوأ النعوت ومحمّلاً إيّاه مسؤولية الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من أفغانستان في آب. ومما قاله ترامب في بيان: «أفترض أنه سيُحاكَم بتهمة الخيانة، لأنه كان سيتعامل مع نظيره الصيني من وراء ظهر الرئيس».

يشار إلى أن كتاب «غضب» لوودوارد وكوستا، وثّق مخاوف ميلي ومسؤولين كبار آخرين في الأمن القومي، بين تشرين الأول من العام الماضي و20 كانون الثاني، من أن ترامب الغاضب من هزيمته في الانتخابات قد يشعل نزاعاً عسكرياً مع الصين أو إيران.

ويذكر الكتاب أن الجنرال ميلي، ومن دون علم ترامب، اتصل بقائد الجيش الصيني لتهدئة مخاوفه، وليؤكد له أن الولايات المتحدة لا تخطط لاتخاذ لأي خطوة عسكرية، وأن الاضطراب السياسي ليس سوى «الوجه القذر» للديمقراطية.