توعّد الرئيس الأميركي بمواصلة الحرب ضدّ الإرهاب في أفغانستان وفي دول أخرى
ومع إتمام الولايات المتحدة عملية الانسحاب التي اتّسمت بالفوضى الشديدة، فضلاً عن عودة ظهور تنظيم «داعش» بتفجيرين انتحاريين استهدفا محيط مطار كابول، وأدّيا إلى مقتل 13 جندياً أميركياً، أطلّ الرئيس جو بايدن، مرّة جديدة، ليستكمل دفاعه المستميت عن قراره الانسحاب، حتى أنه وصف عملية الإجلاء بـ«الناجحة والتاريخية»، نظراً إلى أنه «لا توجد عملية إجلاء من حرب تنتهي من دون تعقيدات وتهديدات». وفي كلمة ألقاها من البيت الأبيض، مساء أوّل من أمس، رأى بايدن أن مغادرة أفغانستان «كان القرار الأفضل» للولايات المتحدة، متوّعداً بمواصلة «الحرب ضدّ الإرهاب في أفغانستان ودول أخرى». واعتبر الرئيس الديموقراطي أن الخيار كان «بسيطاً» بعد الاتفاق الذي أبرمه سلفه دونالد ترامب مع «طالبان» العام الماضي، موضحاً أنّه كان أمامه «إمّا أن نمضي قُدُماً في الالتزام الذي تعهّدت به الإدارة السابقة ونغادر أفغانستان، أو نقول إنّنا لن نغادر ونرسل عشرات آلاف الجنود إلى الحرب. كان الخيار بين المغادرة أو التصعيد. لم أكن مستعدّاً لإطالة أمد هذه الحرب إلى ما لا نهاية وأمد الخروج إلى ما لا نهاية». وعبر حسابه في موقع «تويتر»، قال بايدن إن بلاده ستواصل دعم الشعب الأفغاني عبر الديبلوماسية والتأثير الدولي والمساعدات الإنسانية، مؤكداً، في الوقت ذاته، أن واجب الرئيس الأساسي هو «حماية أميركا أمام التهديدات التي تتعرّض لها عام 2021. سلامة أميركا وأمنها لن يتحقّقا من خلال نشر آلاف الجنود الأميركيين في أفغانستان... قرار الانسحاب الأميركي لا يتعلّق فقط بأفغانستان، بل بإنهاء حقبة من العمليات العسكرية الكبرى لإعادة تشكيل بلدان أخرى». وفيما لا تبدي واشنطن استعجالاً للاعتراف بنظام حركة «طالبان»، تحثّ المملكة المتحدة خطى حليفتها الأميركية، إذ تفضّل أن تبقى خارج أفغانستان إلى حين استتباب الوضع الأمني، وفق ما أكد وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، والذي لفت، في جلسة طارئة عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، إلى أن تقييم الاستخبارات لم يُشِر قطّ إلى احتمال سقوط كابول هذا العام، مدافعاً هو الآخر عن انسحاب بلاده من أفغانستان.