الجمعة الماضي، ذهب الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأميركية إلى كامب دايفيد، فأباطرة العالم هم بشر أيضاً، ويحتاجون إلى الراحة بين فينة وأخرى، على أن يعود يوم الأربعاء المقبل إلى البيت الأبيض.
لكن سرعة حركة «طالبان» في السيطرة على مفاصل الدولة ومحاصرة كابول بداية، ودخولها أخيراً، أقلق «عين ساورون»، سيد الظلام في «موردور» (الشخصية الشريرة في ثلاثية سيد الخواتم).
Don’t say they aren’t the same! #WhereIsJoeBiden pic.twitter.com/uB5YOw09kv
— Tony Short (@tmshort34) August 15, 2021
وعلى المقلب الآخر، جنود الإمبراطورية يلهثون، فاستعدادات الرحيل لم تجهز بعد، والعدد غير كافٍ حتى لتأمين المكان، وكل ذلك فيما العالم بأسره يشاهد آلاف الأفغان يجرون بأقصى سرعتهم مع الطائرات الأميركية، علّ سيد الظلام يرأف بحال من أفنوا عمرهم في مساعدته طيلة عشرين عاماً. لكن لا، لن يكتمل المشهد إلا بسقوط بعضهم من الطائرات، في مشهد مشابه لسقوط الأميركيين من برجي التجارة العالمية ذات أيلول.
في الداخل، لم يجد الأميركيون حلاً سوى رفع وسم «أين بايدن» #WhereIsBiden على «تويتر». حتى إعلام الحزب الديمقراطي لم يستطع «مسح قذارة» ما حصل، وعندما سأل جايك تابر من «سي أن أن»، وزير الخارجية أنتوني بلينكن، لماذا لم تقم إدارة بايدن بإجلاء الناس قبل سحب الجيش؟ ألا يظهر ذلك أن الخروج لم يكن مخططاً بشكل كافٍ؟ لم يستطع بلينكن الإجابة، واكتفى بلوم إدارة ترامب.
إحدى التغريدات التي تصوّر بايدن خاضعاً لـ«طالبان»
#WhereIsBiden Too soon? 😅 pic.twitter.com/UtVFIBJ0EL
— KiwiInBarnes (@KiwiInBarnes) August 15, 2021
وفي محاولة لملمة ما حصل، نشر حساب البيت الأبيض على «تويتر»، يوم أمس، صورة للرئيس الأميركي مرفقة بتعليق: «هذا الصباح، التقى الرئيس ونائبة الرئيس بفريق الأمن القومي وكبار المسؤولين للاستماع إلى آخر المستجدات بشأن سحب موظفينا المدنيين في أفغانستان، وإجلاء المتقدمين بطلبات SIV وغيرهم من الحلفاء الأفغان، والوضع الأمني المستمر في كابول».
This morning, the President and Vice President met with their national security team and senior officials to hear updates on the draw down of our civilian personnel in Afghanistan, evacuations of SIV applicants and other Afghan allies, and the ongoing security situation in Kabul. pic.twitter.com/U7IpK3Hyj8
— The White House (@WhiteHouse) August 15, 2021
الصورة لم تكن كافية، حتى أن بعض مستخدمي «تويتر» اعتبروها غير حقيقية.
اليوم، أعلن بايدن عبر الحساب الرسمي للرئيس الأميركي في «تويتر» @POTUS، أنه سيخاطب الأمة حول أفغانستان في الساعة 10:45 ليلاً (توقيت بيروت). في محاولة لشرح ما حصل، وتبريد قلوب الأميركيين على خسارة إحدى مستعمراتهم. بعد أن ظهر كمن يختبئ في كامب دايفيد، ومتمنياً أن ينتهي هذا الكابوس سريعاً.
I will be addressing the nation on Afghanistan at 3:45 PM ET today.
— President Biden (@POTUS) August 16, 2021
المستفيد الأكبر مما حصل، كان دونالد ترامب من دون منازع. ويمكن القول إن الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، استثمر كل لحظة من غياب بايدن معطوفة على ما يحصل في كابول في رصيده السياسي.
وقال يوم أمس، إن «ما قام به جو بايدن في أفغانستان، أسطوري. وستذكر على أنها واحدة من أعظم الهزائم في التاريخ الأميركي». ليعود بعدها ويدعوه إلى الاستقالة.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا