أكّد وفد رفيع من قادة حركة «طالبان» خلال زيارته الصين أن الحركة لن تسمح باستخدام أفغانستان كقاعدة لشنّ هجمات تستهدف أمن دول أخرى.
وأتى هذا التصريح، لوكالة «فرانس برس»، في وقت يثير التقدم الميداني لقوات الحركة أمام القوات الأفغانية خشية دول مجاورة من بينها الصين.

وبدأ وفد من «طالبان»، أمس، زيارة للصين تستمر يومين، وفق ما قال المتحدث باسم الحركة محمّد نعيم، على وقع استمرار الاشتباكات في أفغانستان في مناطق واسعة، بينها المناطق الحدودية مع الصين.

ويتقاسم البلدان حدوداً بطول 76 كيلومتراً، هي عبارة عن مرتفعات شاهقة لا تتخللها أي معابر رسمية. لكنّ الحدود التي تمتد بمحاذاة منطقة شينجيانغ ذات الأغلبية المسلمة، تشكّل مصدر قلق كبير لبكين التي تخشى أن يستخدم الانفصاليون الإيغور أفغانستان كنقطة انطلاق لشنّ هجمات.

وقال نعيم إن مقاتلي «طالبان» أكدوا للصين أن «الأراضي الأفغانية لن تُستخدم ضد أمن أي بلد كان». وتعهّد المسؤولون الصينيون بدورهم «بعدم التدخل في الشؤون الأفغانية، إنما على العكس المساعدة في حلّ المشاكل وإرساء السلام».

كما عقد الوفد المؤلف من تسعة أعضاء بقيادة المسؤول الثاني في حركة «طالبان» الملا عبد الغني بارادار «لقاءات منفصلة مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونائب وزير الخارجية والممثل الصيني الخاص لشؤون أفغانستان»، بحسب نعيم الذي لم يكشف عن مكان الاجتماعات.

وأكدت بكين من جهتها مضمون المحادثات التي ترأّسها من الجانب الصيني وزير الخارجية وانغ يي.

وكانت «طالبان» كثّفت جهودها الدبلوماسية في الأشهر الأخيرة لانتزاع اعتراف دولي مع أملها بتولي مقاليد السلطة مجدداً على وقع تقدمها العسكري السريع. وتشنّ الحركة منذ مطلع أيار هجوماً واسع النطاق ضد القوات الأفغانية تمكّنت خلاله من السيطرة على مناطق ريفية شاسعة، مغتنمة انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان الذي يُستكمل نهاية آب.

وسبق لبكين أن استضافت وفداً من «طالبان» عام 2019، لكن جذور علاقتهما تمتد لفترة أبعد من ذلك، عبر باكستان.

على صعيد آخر، أعلنت روسيا تعزيزها القدرات القتالية لقاعدتها العسكرية في طاجيكستان وبدأت بتدريب قوات محلية، بعد تحذيرها من أن مقاتلي «داعش» ينتقلون إلى أفغانستان المجاورة.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي زار طاجيكستان لإجراء محادثات، إن الوضع الأمني يتدهور على نحو سريع في أفغانستان مع انسحاب القوات الأميركية.
ودفع هذا الانسحاب موسكو إلى الاستعداد لتحدٍّ أمني محتمل عند حدودها مع آسيا الوسطى ذات الأغلبية المسلمة.

وعبّرت موسكو عن قلقها خصيصاً مما وصفته بأنه تنامي قوة عناصر «داعش» في شمال أفغانستان.