اتهم نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، اليوم، بريطانيا والولايات المتحدة بمحاولة إثارة صراع في البحر الأسود، مؤكداً أن بلاده ستدافع عن حدودها بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك الوسائل العسكرية، وفق ما أفادت وكالة الإعلام الروسية.
جاء هذا بعدما حذّرت روسيا، أمس، بريطانيا من أنها ستقصف السفن البحرية البريطانية في البحر الأسود، في حال حصول أي أعمال استفزازية أخرى من جانب البحرية البريطانية، قبالة سواحل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو.

احتجاج روسي شديد اللهجة
بعد استدعائها إلى وزارة الخارجية الروسية، عبّرت موسكو، أمس، لسفيرة بريطانيا في البلاد، ديبورا برونيرت، عن تنديدها «الشديد» بتصرّف المدمرة البريطانيّة «الخطر»، قبالة سواحل شبه جزيرة القرم، علماَ أن روسيا أعلنت الأربعاء، أنها وجّهت طلقات تحذيرية إلى السفينة «ديفندر»، عقب دخولها المياه الإقليمية الروسية.

وهدّد البيان الروسي أنه «في حال تكرّرت هذه الاستفزازات، فإن الجانب البريطاني يتحمّل المسؤولية كاملة عن العواقب المحتملة»، لافتاً إلى أن «المدمرة البريطانية تجاهلت التحذيرات الروسية، ما استدعى إطلاق طلقات تحذيرية، كما شنّت طائرة (سوخوي) قصفاً احترازياً على طول مسار السفينة».

ومساء أمس، عرضت محطة التلفزيون الروسية العامة «روسيا 24» مقطعاً مصوّراً، وفّره جهاز الأمن الفيديرالي الروسي، يظهر هذه الطلقات التحذيرية.

وفي المقطع، يظهر حرس الحدود الروس وهم يطلبون مرات عدة من المدمرة البريطانية تغيير مسارها، ومغادرة المياه الإقليمية الروسية، قبل أن يلجأوا إلى الطلقات التحذيرية. وسُمع في الشريط شخص يقول: «يجب عدم إصابة (ديفندر)! اطلقوا النيران!»

بريطانيا تبرّر
من جهته، دافع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أمس، عن الطريق البحري الذي كانت تسلكه المدمرة، قائلاً في رد على أسئلة محطات بريطانية: «لا نعترف بضم القرم، كان ذلك غير قانوني. وهذه المياه تابعة لأوكرانيا، ويجوز تماماً استخدامها للتوجه من نقطة إلى نقطة أخرى».

كما أفاد الجيش البريطاني بدوره، الأربعاء، بأن المدمرة «كانت تقوم بعبور بسيط في المياه الإقليمية الأوكرانية، طبقاً للقانون الدولي»، مضيفاً: «نعتقد أن الروس كانوا يقومون بتدريبات على الرماية في البحر الأسود»، نافياً حصول طلقات تحذيرية.

يشار إلى أن هذا الاشتباك الروسي-البريطاني هو الأول من نوعه، ويأتي قبل أيام قليلة من بدء المناورات العسكرية «سي بريز 2021»، التي تقام بين 28 حزيران و10 تموز بمشاركة الولايات المتحدة ودول أخرى من الحلف الأطلسي وأوكرانيا في البحر الأسود، وتثير استياء موسكو.

(أ ف ب، رويترز)