أثار رفض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، الامتثال لطلب مدينة ميونيخ بإضاءة ملعب «أليانز أرينا» الشهير بألون قوس قزح، خلال مبارة «يورو 2020» بين ألمانيا والمجر غداً، عاصفة سياسية في البلاد.
وأعرب سياسيون ألمان، اليوم، عن خيبة أملهم إزاء قرار الاتحاد الأوروبي؛ وغرّد رئيس وزراء ولاية بافاريا، ماركوس سودر: «علينا أن نقف ضد الإقصاء والتمييز (...) إنه لأمر مخز ألا يُسمح بأن تتألق ساحة ميونيخ بألوان قوس قزح. كان من الممكن أن يكون ذلك علامة جيدة على التسامح والحرية».

وطلب مجلس مدينة ميونيخ الإذن بإضاءة الملعب بألوان قوس قزح «كدليل على التسامح والعالمية»، بعد أيام من موافقة البرلمان المجري على قانون يحظر مشاركة أي محتوى خاص بالمثلية الجنسية لمن هم دون الثامنة عشرة من العمر.

لكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قال في بيان الثلاثاء: «بالنظر إلى السياق السياسي لهذا الطلب المحدد، يتعين على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم رفض هذا الطلب»، مقترحاً تواريخ بديلة لإضاءة الملعب.

واعتبر عمدة ميونيخ، ديتر رايتر، أن قرار الاتحاد الأوروبي «مخجل»، مضيفاً في الوقت نفسه: «في ميونيخ لن يمنعنا ذلك من إرسال إشارة واضحة إلى المجر وإلى العالم. سيرفع مجلس المدينة علم قوس قزح».

وقرر مجلس المدينة أن يضيء طاحونة الهواء المجاورة للملعب والبرج الأولمبي في المدينة».

وقال وزير الشؤون الأوروبية في ألمانيا، مايكل روث: «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لا يريد ألوان قوس قزح على استاد ميونيخ؟ قرار مخز، لكنه متوقع. سيتعين على المشجعين في الساحة إظهار علم [قوس قزح]. أظهروا علامة على التنوع والتضامن مع LGBTI في المجر وفي كل مكان في أوروبا! حقوق المثليين هي من حقوق الإنسان!».

وأعقب هذا الجدل، موجة غضب في مطلع الأسبوع عندما استجوب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم حارس المرمى وقائد المنتخب الألماني مانويل نوير، لارتدائه شارة قوس قزح خلال مباراة ضد البرتغال.

وخلص تحقيق الاتحاد إلى أن شارة قوس قزح كانت «رمزاً للتنوع» ولم تتم معاقبة نوير.

تضامن وطني
وبعد انتشار أنباء عن أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سوف يحظر أضواء قوس قزح، أعلنت مدن ألمانية أخرى أنها ستضيء معالمها نيابة عن ميونيخ.

وقال مسؤولو مدينة فرانكفورت إنه «إذا لم يُسمح في ميونيخ الأربعاء، فيجب على الملاعب الأخرى في البلاد إظهار ألوانها. حتى الآن، ملعب فرانكفورت سيتحول إلى قوس قزح في خلال المباراة ضد المجر».

وأعلن فريق كولن لكرة القدم، القرار نفسه في وقت مبكر اليوم.

وفي المجر، كان رد الفعل مختلفاً تماماً. إذ قال وزير الخارجية المجري بيتر سيغارتو: «الحمد لله أن الحس السليم في أوساط قيادة كرة القدم الأوروبية لا يزال سائداً. ولم يرضخوا للاستفزاز السياسي (...) الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اتخذ القرار الصحيح».