أفادت وسائل إعلام رسمية اليوم، بأن الشرطة الإيرانية صادرت سبعة آلاف جهاز كمبيوتر تستخدم في عمليات تعدين العملات المشفرة في موقع غير قانوني مخصص لاستخراج تلك العملات، وهي أكبر عملية قامت بها حتى الآن لمصادرة الأجهزة الشديدة الاستهلاك للطاقة، والتي تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي في إيران.
وكانت إيران قد حظرت في أواخر أيار تعدين العملات المشفرة مثل «بتكوين» لما يقرب من أربعة أشهر، في إطار جهود للحدّ من تكرار انقطاع التيار الكهربائي الذي يلقي المسؤولون باللوم فيه على ارتفاع الطلب على الكهرباء خلال الصيف الشديد الحرارة والجفاف.

وأوردت وكالة «إرنا» الرسمية للأنباء، أن قائد شرطة طهران، الجنرال حسين رحيمي، قال إن سبعة آلاف جهاز تعدين صودرت في مصنع مهجور غربي العاصمة.

تُستخرج «بتكوين» والعملات المشفرة الأخرى من خلال عملية تعرف بالتعدين، إذ تتنافس أجهزة كمبيوتر قوية بعضها مع بعض لحل مسائل رياضية معقدة. وهذه العملية كثيفة الاستهلاك للطاقة، وغالباً ما تعتمد على الكهرباء المولدة من الوقود الأحفوري المتوافر بكثرة في إيران.

ووفقاً لشركة «إليبتك» لتحليلات سلاسل الكتل (بلوكتشاين)، فإن نحو 4.5 في المئة من إجمالي عمليات تعدين «بتكوين» تجري في إيران، ما يعود عليها بمئات الملايين من الدولارات من عائدات العملات المشفرة التي يمكن استخدامها لتخفيف الضرر الناجم عن عقوبات أميركية.

وكانت إيران قد سمحت بتعدين العملات المشفرة في السنوات الأخيرة، مقدمة كهرباء بأسعار رخيصة، مع مطالبة مستخرجيها ببيع ما يحصلون عليه من بتكوين للبنك المركزي. وتسمح طهران باستخدام العملات المشفرة المستخرجة في إيران للدفع مقابل واردات السلع المصرّح بها.

واجتذب احتمال الحصول على كهرباء رخيصة مدعومة من الدولة القائمين على عمليات التعدين، خصوصاً من الصين، إلى إيران. ويتطلب توليد الكهرباء التي يستخدمونها ما يعادل نحو عشرة ملايين برميل من النفط الخام سنوياً، أو أربعة في المئة من إجمالي صادرات النفط الإيرانية في 2020، بحسب «إليبتك».