على عكس الهدوء والإيجابية التي خرج بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقب اجتماعه بالرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأميركية جو بايدن، حاول الأخير أن يخفي قلقه من الظهور كرئيس ضعيف، خصوصاً بعد الأصوات العديدة التي خرجت في الداخل الأميركي لتقول أنه غير مستعد لهذه المواجهة. إذ انتهى المؤتمر الصحفي الذي بدأ على نحو إيجابي، بصراخ الرئيس الأميركي على مراسلة شبكة «سي إن إن»، كايتلن كولينز.
وقال بايدن إنه نجح في 3 مجالات خلال المحادثات، مضيفاً «فعلت ما جئت لأفعله».

وتلك المجالات هي:
أولاً، «تحديد مجالات العمل التي يمكن لبلدينا القيام بها لتعزيز مصالحنا المشتركة وإفادة العالم أيضاً».
ثانياً، «التواصل مباشرة، بشكل مباشر، بأن الولايات المتحدة ستستجيب للإجراءات التي تضر بمصالحنا الحيوية أو مصالح حلفائنا».
ثالثاً، «تحديد أولويات بلدنا وقيمنا بوضوح ولقد سمعها مني مباشرةً».

وقال بايدن إنه أثار العديد من القضايا مع بوتين، وأنه حاول تغيير سلوك الرئيس الروسي. وأضاف «هذا يتعلق بالمصلحة الأميركية». وأكمل «تقريباً أي شخص يمكنني التوصل إلى اتفاق معه يؤثر على مصلحة الشعب الأميركي». وأضاف «أنا لا أقول، حسناً، أنا أثق بك، لا مشكلة. لقد تحدثنا واتفقنا على أمور، لنرى ماذا سيحدث».

ورداً على تصريحات أدلى بها بوتين حول اقتحام مبنى الكابيتول، قال بايدن إن نظيره الروسي أجرى مقارنة خاطئة بين هجوم «مجرمين» على مبنى الكابيتول وبين التظاهرات السلمية في روسيا لأناس حرموا من حرية التعبير. واعتبر الرئيس الأميركي أن نظيره الروسي أجرى مقارنات «سخيفة» حول حقوق الإنسان.

وقال بايدن إنه أثار مع بوتين وسيستمر في إثارة قضايا مثل زعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني، والمحاربين القدامى المسجونين «بشكل غير قانوني». وأشار عدة مرات أن هذا السلوك «يضعف» وضع روسيا على الساحة العالمية. وأوضح «لم تكن هناك تهديدات، فقط تأكيدات بسيطة تم الإدلاء بها. لم يكن هناك شيء مثل إذا فعلتم هذا سنرد هكذا، كان الأمر يتعلق فقط بإخباره اين أقف من هذا الأمر، وما اعتقد أنه يمكننا تحقيقه معاً».

وتابع: «أنا والرئيس بوتين، نتشارك مسؤولية فريدة لإدارة العلاقة بين بلدين قويين وفخورين، وهي علاقة يجب أن تكون مستقرة ويمكن التنبؤ بها». وأضاف «يجب أن نكون قادرين على التعاون حيث يكون ذلك في مصلحتنا المشتركة. وحيث توجد اختلافات، أردت من الرئيس بوتين أن يفهم لماذا أقول ما أقوله، ولماذا أفعل ما أفعله، وكيف سنستجيب لأنواع معينة من الأعمال التي تضر بمصالح أميركا».

وفيما يتعلق بالهجمات الإلكترونية، قال بايدن إنهم وافقوا على تكليف الخبراء في كلا البلدين «للعمل على تفاهمات محددة حول ما هو محظور، ومتابعة حالات محددة تنشأ في دول أخرى». وأضاف «كيف سيكون الحال إذا انخرطنا في الأنشطة (أي مواجهة روسيا بالقرصنة مثلما فعلت حسب زعمه) التي قام بها؟» وتابع «هذا يضعف وضع بلد يحاول باستماتة ضمان الاحتفاظ بوضعه كقوة عالمية كبرى».

وحول الشرق الأوسط، قال بايدن إن بوتين أثار انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان. وقال أيضاً إنهما اتفقا على أنه من مصلحة البلدين عدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية.

عملياً، يعتبر الرئيس الأميركي أن مجرد لقائه بنظيره الروسي «وجهاً لوجه» كافٍ للإعلانه عن نجاح اللقاء. لكن قلقه من أن يظهر على أنه وثق به وبما اتفق معه عليه، جعله ينفعل من سؤال كايتلن كولينز، التي قالت له:«لماذا تبدو واثقاً من أنك استطعت تغيير سلوك الرئيس الروسي؟» وهنا استشاط بايدن غضباً، وقال:«ما الذي تفعلينه طيلة الوقت بحق الجحيم، متى قلت إني واثق؟ لقد قلت إذا لم يغيّر سلوكه هذا سيضعف وضع روسيا على الساحة العالمية». وهنا عادت كولينز وسألت «لكن بالعودة تصرفاته السابقة، التي لم تتغير، وكيف نفى ضلوع روسيا بالقرصنة وكيف تلاعب بقضية حقوق الإنسان وعدم ذكره لإسم نفالني، كيف لك أن تقول أن هذا اللقاء كان مثمراً؟»، وهنا قال بايدن «إذا لم تفهمي ذلك، فأنت في الوظيفة الخاطئة».