في أول اجتماع حضوري يُقام في لندن منذ أكثر من سنتين، عقد وزراء خارجية مجموعة «السبع»، اليوم، اجتماعاً للاتفاق على ردود مشتركة لـ«التهديدات» العالمية، وفقاً لدعوة وجهها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ونظيره البريطاني، دومينيك راب، إلى «مقاربة موحدة» في لقاء جمعهما أمس.
وقد خصّص وزراء الخارجية السبع، اليوم، اجتماعهم الأول للصين، إذ بحثوا احتمال تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الصين التي «تثبت نفوذها بشكل متزايد على الساحة الدولية». وحول ذلك، قال بلينكن للصحافيين، أمس، إن هدف الجبهة «ليس محاولة وقف الصين (...) ما نحاول القيام به هو فرض احترام النظام العالمي الذي يستند إلى قواعد».

وفي هذا السياق، دعم بلينكن «تعاوناً قوياً» مع بريطانيا من أجل الضغط على بكين بخصوص قمع الحركة المطالبة بالديمقراطية في هونغ كونغ وقمع أقلية الأويغور المسلمة في منطقة شينجيانغ الذي وصفته واشنطن بأنه «إبادة». وأضاف، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره البريطاني، أنه «لا يمكن لأي دولة بمفردها النهوض بشكل فعال بأي من التحديات التي نواجهها حتى الولايات المتحدة أو بريطانيا».

وبدوره، اعتبر راب في بيان إن «الرئاسة البريطانية لمجموعة السبع تشكل فرصة لجمع المجتمعات الديمقراطية والمنفتحة والتعبير عن الوحدة في الأوقات الأكثر إلحاحاً لمواجهة التحديات المشتركة والتهديدات المتزايدة»، مضيفاً أن «الباب مفتوح أمام تحسين العلاقات مع الصين من أجل العمل معها بطريقة بنّاءة لا سيما في مجال التغير المناخي».

ومن المفترض أن يبحث وزراء المجموعة على جدول أعمال المحادثات ملفات الصين وبورما وليبيا وسوريا وروسيا وأعمال العنف في إثيوبيا وملفات إيران وكوريا الشمالية والصومال ومنطقة الساحل والبلقان، حيث هناك العديد من «المشكلات الجيوسياسية الملحّة التي تقوض الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان»، قبل قمة رؤساء الدول والحكومات الشهر المقبل التي تُعقد في جنوب غرب بريطانيا.

وبشأن كوريا الشمالية، كان بلينكن دعا بيونغ يانغ، أمس، إلى الالتزام بطريق الدبلوماسية إذ ترغب واشنطن في «التصدي للطموحات النووية لكوريا الشمالية»، غداة عشاء جمع الوزراء.

وسينضم ممثلون عن الاتحاد الأوروبي إلى وزراء خارجية ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا. وقد دعيت إلى لندن أيضاً كل من الهند وأستراليا وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا ورابطة دول جنوب شرق آسيا (أسيان).

وفيما من المقرر أن تنتهي اجتماعات مجموعة «السبع» غداً الأربعاء، يتوجه بلينكن بعد انتهاء الاجتماع إلى كييف لكي يؤكد دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا إثر التوتر مع موسكو الذي تصاعد أخيراً.

والجدير بالذكر أنه منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي السنة الماضية، توجه أنظارها نحو منطقة آسيا ــ المحيط الهادئ، إذ ترغب في تعهدات عالمية أوسع نطاقاً وأقوى في مجال مكافحة التغير المناخي، فيما تستعد لاستقبال قمة الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو في اسكتلندا في تشرين الثاني المقبل بعد تأجيله لمدة عام.