مقالات مرتبطة
ويأتي المؤتمر في وقتٍ تعيش فيه الجزيرة أزمات عدّة، أشدّها في القطاع الاقتصادي، وذلك نتيجةَ عاملَين: يعود الأوّل إلى التحوّل في السياسة الأميركية تجاه كوبا إبّان عهد دونالد ترامب، والذي نسف جهود سلفه باراك أوباما في تطبيع العلاقات مع الدولة الكاريبية، معيداً تشديد الضغوط على هذا البلد، عبر اللجوء إلى إقرار 242 إجراءً عقابيّاً، خلال السنوات الأربع التي أمضاها في البيت الأبيض، بهدف خنق الجزيرة؛ فيما ساهم وباء «كورونا»، ثانياً، في خنق اقتصاد هافانا، تاركاً نتائج سلبية على السياحة، القطاع الأكثر حيويةً في كوبا، ما أدّى إلى تقلُّص الاقتصاد الكوبي بنحو 11% في العام الماضي، وفقاً لتقديرات حكومية.
سيشهد المؤتمر انتخاب كوادر جديدة من جيل الشباب في «الحزب الشيوعي»
مع ذلك، تبدو الدولة الكاريبية متمسّكة بنهجها الاشتراكي. وهو ما أكده دياز كانيل غداة انعقاد المؤتمر، حيث قال: «إنه مؤتمر الاستمرارية»، مؤكداً أن الخطوط التوجيهية لواحد من آخر خمسة بلدان شيوعية في العالم «لن تتغيّر». وعلى مدى أربعة أيّام، سيحضر المئات من مندوبي الحزب الوحيد في الجزيرة، والذين أتوا من كلّ المقاطعات، اجتماعات مقسّمة على ثلاث لجان، تتناول أبرز القضايا المستقبلية للبلاد، بما فيها الشأنان الاقتصادي والاجتماعي، والسياسة الأميركية تجاه كوبا في ظلّ رئاسة جو بايدن. كما سيتمّ تحليل نتائج المؤتمر السابع الذي عُقد عام 2016. إضافة إلى ذلك، سيشهد المؤتمر انتخاب كوادر جديدة من جيل الشباب في «الحزب الشيوعي»، ليحلّوا محلّ كوادر الجيل الذي شارك في صنع الثورة.
وبدأ الاجتماع المغلَق بعد ستين عاماً تماماً من اليوم التالي لإعلان فيدل كاسترو الطابع الاشتراكي للثورة. وبخلاف النسخ السابقة للمؤتمر، لم تُبَثّ صباح أمس أيّ مشاهد للمؤتمر. وبحسب الموقع الرسمي، «كوباديبيت»، بدأت الفعالية بتكريمٍ لفيدل كاسترو، ثم بتقديم راؤول التقرير المركزي للمؤتمر، للنوّاب. وعنونت «غرانما»، صحيفة الحزب الرسمية، «مؤتمر كوبا ينعقد!»، متوقّعة «أربعة أيام من النقاشات المكثّفة، ومن البحث عن حلول»، ومشيرة إلى «عملية انتقالية طبيعية من جيل إلى آخر».
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا