أرسلت أنقرة، أمس، إشارات إيجابية إلى الغرب، مبديةً استعدادها لفترة أكثر هدوءاً. وهي إشارات أمكن استنباطها من خطاب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي تحدَّت طويلاً، أمس، أمام مؤتمر "حزب العدالة والتنمية" السابع، الذي عُقد تحت شعار "أمان واستقرار من أجل تركيا". وبعد التوتر الذي ساد العلاقات التركية ـــ الغربية، والأميركية على وجه الخصوص، والذي تصاعد في أعقاب شراء أنقرة منظومة "إس-400" الروسية، خرج إردوغان شاهراً أهداف "التغيير" الكبيرة المنوي تحقيقها، بدءاً من "الإصلاحات" والتغييرات في داخل الحزب، استعداداً للانتخابات العامة المرتقبة في عام 2023، وصولاً إلى مدّ "يد الصداقة" إلى دول الجوار والعالم.وبعد تجديد أعضاء "العدالة والتنمية" بالإجماع الثقة بإردوغان ـــ المرشّح الوحيد ـــ لرئاسة الحزب، أعلن الرئيس التركي، في كلمته التي امتدّت لساعتين، أن حكومته مصمِّمة على "زيادة عدد أصدقائنا وإنّهاء حالات الخصومة" مستقبلاً، مؤكداً أن بلاده ستواصل صياغة علاقاتها مع جميع الدول، بدءاً من الولايات المتحدة، حتى روسيا والاتحاد الأوروبي والعالم العربي، "بما يتماشى مع مصالح تركيا وتطلعات شعبها". ولم يخلُ خطاب الرئيس التركي من الحديث عن "إنجازات" حزبه على مستوى الداخل والخارج، مؤكداً أن مناقشة إعداد دستور جديد للبلاد "باتت أمراً حتمياً"، وأنه "سيُطرح لمُصادقة الشعب عليه". وشدّد على وجوب أن يكون هذا الدستور الجديد لـ"الشعب مباشرةً، وليس من صُنع الانقلابيين". وبدا لافتاً التغيير الكبير في هيكلية الحزب؛ إذ عاد عدد من الشخصيات، كان غائباً عن الساحة السياسية في الفترة الماضية، إلى الإدارة الجديدة للحزب، في مقابل خروج عدد كبير من الوجوه القديمة من الوزراء السابقين والحاليين. وهذا التغيير، ستتبعه تعديلات وزارية ستشمل تعيين وزراء جدد، وفصل بعض الوزارات التي تم دمجها سابقاً، في الأيام المقبلة.
أكد جاويش أوغلو أن بلاده لا تنوي التراجع عن صفقة الـ"إس-400"


اللغة الدبلوماسية التي خيّمت على خطاب إردوغان، انعكست أيضاً في أول لقاء عُقد بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، في مقرّ "حلف شمال الأطلسي"، "الناتو"، في بروكسل، حيث نوقشت صفقة صواريخ الـ"إس-400" الروسية التي اشترتها أنقرة من موسكو، وعلى إثرها نشب خلاف حاد بين تركيا والولايات المتحدة، أدّى إلى توتّر شديد في علاقات البلدين. وعلى رغم تأكيد جاويش أوغلو لنظيره الأميركي أن "الصفقة منتهية"، مذكّراً إياه مرّة أخرى بـ"السبب الذي جعل تركيا تُقدم على إتمامها"، فقد وصف الوزير التركي المحادثات بـ"البنّاءة". وفي مؤتمر صحافي أعقب الاجتماع، أقرّ جاويش أغلو بأن هناك حاجة إلى "مواصلة بحث الأمور المختلَف عليها مع واشنطن". وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن "حثّ تركيا على عدم الإبقاء على منظومة إس-400"، مؤكدة أن أنقرة "تريد علاقات أفضل مع واشنطن في عهد الرئيس جو بايدن".



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا