إيران هي المسؤولة عن استهداف سفينة شحن تجاريّة إسرائيليّة، والهدف رسالة ضغط باتجاهَين: إلى واشنطن على خلفيّة الملفّ النووي الإيراني، وإلى تل أبيب كردّ على هجمات الأخيرة في إيران وخارجها. هذه هي خلاصة التعليقات في الإعلام العبري أمس، والتي وازاها صمت إسرائيليّ رسميّ لافت، بعد الأنباء عن استهداف سفينة إسرائيليّة في خليج عُمان. وكانت وكالات الأنباء أشارت إلى أن السفينة التي ترفع علم جزر البهاما، والمملوكة من شركة «هيليوس راي المحدودة» ومقرّها تل أبيب، تَعرّضت لانفجار ليل الخميس - الجمعة في خليج عُمان، وهي في طريق إبحارها من مرفأ الدمام السعودي نحو سنغافورة.ووفقاً للإعلام العبري، فإن الهجوم لم يُؤدِّ إلى إصابة أيٍّ من أفراد طاقم السفينة، وإن تَسبّب بثقوب على جانبَيها وفي مقدّمتها، الأمر الذي يفتح الباب أمام تكهُّنات عن وسيلة التفجير ومُنفّذيه، في منطقة كانت قد شهدت «اعتداءات» إيرانية في السابق على سفن تُبحر في الخليج. و«هناك احتمال كبير لأن يكون حرس الثورة أو الجيش الإيرانيان الجهة المسؤولة عن الانفجار». وفي حديث مع الإذاعة العبرية، قال رجل الأعمال الإسرائيلي، رافي أونغير، مالك شركة «هيليوس راي» التي تملك بدورها السفينة المستهدَفة، إن الناقلة «تَعرّضت للاعتداء إمّا بواسطة صواريخ أو ألغام بحرية»، فيما ذكرت «القناة 13» وعدد آخر من وسائل الإعلام العبرية، في تزامن لافت، أنهم «في إسرائيل يُقدِّرون بأن الانفجار الذي أصاب السفينة في خليج عُمان هو عملية نَفّذها الإيرانيون، وأنهم علموا بأن السفينة مملوكة من إسرائيليين».
الإعلام العبري: العملية ذات أبعاد كبيرة جداً، وإن كانت صغيرة في حجمها


مع ذلك، قال متحدّث باسم وزارة النقل الإسرائيلية إن الوزارة لا تملك معلومات عن سفينة إسرائيلية أُصيبت في انفجار في الخليج، وهو إنكار يأتي بشكل شاذٍّ جدّاً، إذ إنّ الإعلام العبري انشغل أمس بتغطية خبر الانفجار، وتوجيه الاتّهامات، مع تحديد الجهة المُنفِّذة استناداً إلى مصادر أمنية رفيعة في تل أبيب، في حين أن جزءاً وازناً من التعليقات ردّ الانفجار إلى «حالة المواجهة» الأمنيّة بين إسرائيل وإيران، ووضعَه في خانة الرّد الإيراني على الهجمات الأمنيّة الإسرائيليّة في إيران وخارجها.
في هذا الوقت، قال مصدران أمنيان أميركيان، لوكالة «أسوشيتد برس»، إن الانفجار أحدث فتحتَين في كلّ جانب من جانبَي السفينة، في تأكيد للأنباء المتداوَلة في إسرائيل، على رغم أن المصدرَين امتنعا عن إيضاح سبب هذين الثقبين. أمّا الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين فأعلن أنه على علم بالحادث، وأنه يراقب الوضع في المنطقة.
وفي تعليق متأخّر أمس، اعتبرت «القناة 1» العبرية أن العملية ذات أبعاد كبيرة جداً، وإن كانت صغيرة في حجمها وتبعاتها المادية المباشرة، و«إذا كان الإيرانيون يقفون فعلاً وراء الانفجار، فهذا يعني أنها عملية ذكية جدّاً، وقد تكون أهدافها أكبر من إسرائيل». أمّا قناة «كان» فأفادت، بدورها، بأنهم «في إسرائيل يُقدّرون أن العملية إيرانية القرار والتنفيذ، بعد اختيار الهدف بشكل دقيق». ووفقاً للقناة «هاجمت إيران السفينة للضغط على أميركا ودفعها للعودة إلى التفاوض وإلى الاتّفاق النووي، ولا يبعد كذلك أن يكون الهدف أيضاً الردّ على إسرائيل، على خلفية التوتُّر والتصعيد بين الجانبين».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا