بدأت استراتيجية جو بايدن تجاه إيران تتبلور بصورة أوضح، في ظلّ إعلانه، في مقابلة بُثّت أمس، أن الولايات المتحدة لن تبادر إلى رفع العقوبات عن إيران ما دامت الأخيرة «لا تحترم التزاماتها» في الملفّ النووي. تصريحٌ جاء في وقت أكّد فيه المرشد الإيراني، علي خامنئي، أمس، أن بلاده لن تستأنف التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، قبل رفع العقوبات الاقتصادية التي أعادت الولايات المتحدة فرضها عليها. وقال في كلمة متلفزة أثناء استقباله قادة القوة الجوية للجيش: «إذا أرادوا عودة إيران إلى التزامات الاتفاق النووي، فعلى الولايات المتحدة أن ترفع العقوبات بشكل كامل، وليس فقط بالكلام أو على الورق». وأضاف أنه بعد ذلك «سنتحقّق لنشعر بأن العقوبات رُفعت فعلاً، وبعدها سنعود إلى التزاماتنا بموجب الاتفاق»، المعروف باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة». وشدّد خامنئي على أنّ إيران هي الطرف الوحيد «الذي يحقّ له أن يضع شروطاً معيّنة» متعلّقة بالاتفاق النووي، لأنها احترمت التزاماتها، على عكس الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث التي «لم تنفّذ أيّاً من هذه التعهّدات» التي وردت في الاتفاق. وأضاف أن اشتراط عودة الولايات المتحدة إلى التزاماتها هو «السياسة القطعية للجمهورية الإسلامية»، والتي «لن يتمّ العدول عنها».التصريحات المتقابلة جاءت لتدحض ما أفادت به وكالة «بلومبيرغ»، في وقت سابق، من أن إدارة بايدن تدرس سبل تخفيف الضغط المالي على طهران من دون رفع العقوبات الاقتصادية الرئيسة، بما في ذلك العقوبات النفطية. ونقلت الوكالة عن أربعة مصادر مطّلعة قولها إن أحد خيارات الحكومة الأميركية في هذا الصدد هو دعم قرض من «صندوق النقد الدولي» لإيران من أجل المساعدة في مواجهة التداعيات الاقتصادية لتفشّي فيروس «كورونا» في هذا البلد. ووفقاً لهذه المصادر المطّلعة، فإن الخيار الآخر الذي تدرسه إدارة بايدن هو تخفيف العقوبات التي تمنع وصول المساعدات الدولية المتعلّقة بـ»كورونا» لإيران. وأضاف تقرير الوكالة أن اعتماد مثل هذه الإجراءات يمكن أن يكون لأسباب إنسانية، غير أن الإعفاء من العقوبات المفروضة على بيع النفط الإيراني في الأسواق الدولية «لم يتمّ النظر فيه بجدّية من قِبَل الحكومة الأميركية». لكن بايدن اعتبر، في مقابلته، أن الأمر مرتبط بوقف إيران لتخصيب اليورانيوم، الأمر الذي عقّب عليه مسؤول أميركي بالقول إن بالرئيس كان يقصد أنّه يجب على إيران وقف التخصيب، بما يتجاوز الحدود المنصوص عليها في الاتفاق النووي.
في سياق منفصل، أشار بايدن إلى أنه لم تسنح له الفرصة بعد للاتصال بالرئيس الصيني شي جينغ بينغ، مضيفاً أنه لا يوجد سبب لعدم الاتصال به. وقال: «إنه (شي) قاسٍ جداً. ليس هناك ذرّة من الديموقراطية في شخصه، ولا أقول ذلك من باب الانتقاد، إنها الحقيقة فقط». لكنه أضاف أنه «ذكي للغاية وصعب للغاية». وتابع: «لكن السؤال هو - لقد قلت له طوال الوقت، لسنا بحاجة إلى صراع، ولكن ستكون هناك منافسة». وعن العلاقة بين البلدين، قال بايدن: «لن أفعل ذلك بالطريقة التي فعلها ترامب. سنركّز على قواعد اللعب الدولية».
(رويترز، أ ف ب)