وعد الرئيس جو بايدن بقطع كاملٍ مع سنوات دونالد ترامب في ما يتعلّق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة. ولكن وفقاً للتصريحات الأخيرة لوزير خارجيته الجديد ومسؤولين كبار آخرين، من المرجّح أن تكون هناك استمرارية أكثر من التغيير، على الأقلّ لفترة من الوقت؛ إذ أعلن أعضاء فريق بايدن أنهم يعتزمون مواصلة العديد من السياسات التي اتبعها ترامب خلال فترة رئاسته، من فنزويلا إلى أوكرانيا إلى إسرائيل، وصولاً إلى الصين، وهو ما تجلّى بوضوح خلال جلسة الاستماع التي عقدها وزير الخارجية المكلّف، أنتوني بلينكن، قبل يوم واحد من أداء بايدن اليمين كرئيس.قال بلينكن إن الولايات المتحدة ستُواصل الاعتراف بخوان غوايدو كرئيس مؤقّت لفنزويلا، وهو قرار اتخذته إدارة ترامب في كانون الثاني/ يناير 2019، كجزء من جهودها لإسقاط الرئيس نيكولاس مادورو. وأضاف أن الفريق الجديد سيستمرّ أيضاً في معاقبة مادورو وحكومته «بشكل أكثر فعالية». كذلك، أكد بلينكن أن إدارة بايدن ستُواصل تدريب وإرسال أسلحة فتّاكة للجيش الأوكراني، في الوقت الذي تحاول فيه صدّ القوات الروسية في شرق البلاد. وكان ترامب قد وافق على بيع أسلحة مضادّة للدبابات لأوكرانيا، في عام 2017، وهي خطوة رفضت إدارة أوباما القيام بها، فيما يخشى البعض من تصعيد الصراع المستمرّ منذ سبع سنوات.
وتعهّد الدبلوماسي الكبير بمعارضة استكمال خطّ أنابيب «نورد ستريم 2» بين ألمانيا وروسيا، التي طالتها عقوبات إدارة ترامب في عام 2019 بسبب هذا المشروع، بدعوى أن نظام توصيل النفط بقيمة 11 مليار دولار سيجعل قلب أوروبا أكثر اعتماداً على موسكو. ويبدو أن بايدن، الذي يقول المسؤولون إنّه لا يخطط لأيّ نوع من «إعادة ضبط» العلاقات مع روسيا في أيّ وقت قريب، يوافق على ذلك. كذلك، أشاد بلينكن بترامب لكونه «على صواب في اتخاذ نهجٍ أكثر صرامة تجاه الصين». وقال إن قرار إدارة ترامب وصف معاملة بكين لمسلمي الإيغور في شينجيانغ بأنه «إبادة جماعية» كان قراراً صحيحاً. وأوضح مساعد بايدن أن تكتيكات الفريق الجديد تجاه الصين ستختلف عن تكتيكات فريق ترامب، لكن التوجّه العام لسياسة الولايات المتحدة تجاه هذه البلاد،سيبقى كما هو.
على المستوى الإقليمي، قال بلينكن للمشرّعين إنّه وإدارة بايدن يعتبران القدس عاصمة لإسرائيل، ويلتزمان بالإبقاء على السفارة الأميركية هناك. وكان ترامب قد اعترف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إلى هناك من موقعها السابق في تل أبيب، في عام 2018، وهي خطوة قلبت عقوداً من الدبلوماسية الأميركية في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
أخيراً، كان بايدن قد وعد، خلال حملته الانتخابية، بإعادة الانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني إذا عادت طهران إلى الامتثال، من خلال خفض مستويات تخصيب اليورانيوم لديها. لكن بلينكن، إلى جانب مدير الاستخبارات الوطنية أفريل هينز، والسكرتير الصحافي للبيت الأبيض جين بساكي، أوضحوا في الأيام الأخيرة أنّ أيّ عودة إلى الاتفاقية قد تستغرق بعض الوقت، وقد لا تحدث على الإطلاق.