لا يبدو أن القوى المعارِضة في فنزويلا، ومن ورائها واشنطن، سترضى بالهزيمة التي مُنيت بها في الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في البلاد، والتي استعاد خلالها التحالف الاشتراكي، بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو، السيطرة على البرلمان، بل إنها، وفق ما تبدّى، لا تزال تحاول قلبَ الموازين. فبعد رفض زعيم المعارضة، خوان غوايدو، النتائج، وتبنّي دول كثيرة، على رأسها الولايات المتحدة، رواية «التزوير الانتخابي»، كشف مادورو عن محاولة جديدة لاغتياله في السادس من الشهر الجاري، أي يوم الانتخابات البرلمانية، مشيراً، في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس، إلى أنه اضطرّ إلى تغيير مركز الاقتراع حيث يصوّت عادة، «لأن مصدراً موثوقاً في الاستخبارات الكولومبية تلقّى معلومات حول الإعداد لاغتيالي يوم الانتخابات».لم يمارس الرئيس الفنزويلي، الذي استعاد حزبه السيطرة على البرلمان، آخر معقل للمعارضة، حقّه في التصويت في كاتيا، غرب كاراكاس، بل في مدرسة «سيمون رودريغيز»، الواقعة داخل مجمع «فويرتي تيونا» العسكري، وفي ظلّ تدابير أمنية مشدَّدة. واتهم مادورو نظيره الكولومبي، إيفان دوكي، بالوقوف وراء تلك المحاولة، مشدداً على أن «كلّ شيء قيد التحقيق». والأخير، حليف وثيقٌ لواشنطن، كانت بلاده قد تورّطت مراراً في مؤامرات ضدّ كاراكاس، آخرها في شهر أيار/ مايو الماضي، عندما حاول مرتزقة مسلّحون التسلّل بحراً من كولومبيا إلى شاطئ ماكوتو في ولاية لاغوايرا، شمالي كاراكاس. المحاولة التي كانت تهدف إلى خطف مادورو ونقله إلى الولايات المتحدة عبر طائرة، على ما تقول كاراكاس، أُفشلت على يد القوات المسلّحة الفنزويلية، وكانت قد انتهت بمقتل ثمانية مرتزقة، واعتقال 45 آخرين، من بينهم جنديان أميركيان سابقان خدما في القوات الخاصة.
أعلن مادورو رغبته في فتح قنوات «تواصل وحوار» مع إدارة بايدن


وعلى رغم الحملات التي استهدفت فنزويلا في ظلّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جدّد مادورو التعبير عن رغبته في فتح قنوات «تواصل وحوار» مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخَب، جو بايدن. وفي هذا الإطار، قال: «كنّا دائماً وسنكون دائماً مستعدّين لإقامة علاقات حوار واحترام مع قادة الولايات المتحدة»، لافتاً إلى أنه «ينتظر تنصيب إدارة جو بايدن الجديدة، وأن يكون لديه الوقت للتفكير، وأن تُفتَح إمكانات التواصل والحوار بين فنزويلا والولايات المتحدة». في غضون ذلك، رحّب زعيم المعارضة الفنزويلية بدعم واشنطن المتجدِّد واعترافها به «رئيساً مؤقّتاً للبلاد»، ورفضها «بشدّة» نتائج الانتخابات التشريعية. وقال غوايدو أمس: «نحن نقدّر الالتزام الثابت والحازم للولايات المتحدة تجاه فنزويلا في نضالها لاستعادة الديموقراطية»، معتبراً أن ما وصفه بـ»التزوير الانتخابي السُداسي الأبعاد» إنّما «يعمّق الأزمة الخطيرة التي تعاني منها البلاد». تصريحات غوايدو جاءت بعدما أطلقت المعارضة التي يتزعّمها استفتاءً من المقرَّر أن ينتهي يوم السبت المقبل، سألت فيه الفنزويليين عمّا «إذا كانوا يريدون إنهاء حكم مادورو وإجراء انتخابات رئاسية جديدة». وفي إشارة إلى هذا الاستفتاء، قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إنه «من 7 إلى 12 كانون الأول/ ديسمبر، سيُتاح للشعب الفنزويلي الفرصة للتعبير عن رأيه في نظام مادورو غير الشرعي من خلال تصويت الشعب».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا