رواية «الحمولة الزائدة» لا تتوافق مع حقيقة «الحمولة المنخفضة» في لحظة انقطاع الكهرباء
وإن كان حديث إسرائيل قد استقرّ نسبياً، منذ اللحظة الاولى لانقطاع الكهرباء، على أن "هاكر" من إيران أو من "حزب الله" خَرَق سيبرانياً شركة الكهرباء الإسرائيلية، إلا أن الأخيرة عادت صباح أمس للحديث عن أن "الحمولة الزائدة" هي السبب؛ إذ إنها تؤدي تلقائياً إلى تفعيل برنامج الحماية الذاتية لمحطّات توليد الكهرباء، وإيقافها عن العمل. على أن رواية "الحمولة الزائدة"، التي تتناقض مع تأكيدات المصدر الأمني المطّلع على التفاصيل، لا تتوافق أيضاً مع حقيقة "الحمولة المنخفضة" في لحظة انقطاع الكهرباء ما بعد منتصف الليل، علماً بأن برنامج الحماية يُفعّل نفسه لقطع توزيع الكهرباء عن جزء من المستفيدين من الطاقة لتخفيف الحمل، من دون أن ينسحب على محطاّت الإنتاج لإيقافها، الأمر الذي يقلّل من صدقية الرواية اللاحقة لشركة الكهرباء.
وكان انقطاعٌ مماثل للكهرباء وقع الشهر الماضي، وشمل كلّ المستوطنات والمدن الإسرائيلية. والسبب الذي أُعلن عنه أيضاً، آنذاك، هو "الحمولة الزائدة" التي أدّت تلقائياً إلى إيقاف محطّات الإنتاج عن العمل. وقالت الشركة في حينه إن انقطاع الطاقة استمرّ ثلاث ساعات، بينما أكّد المستوطنون في اتصالات مع وسائل الإعلام العبرية المختلفة أنهم عانوا من انقطاع الكهرباء طويلاً، بخلاف الرواية الرسمية.
يبقى التنبيه إلى أن أنجح الخروق السيبرانية، سواء في ما يتعلّق بالهجوم على قطاع الطاقة الكهربائية أم غيره، هي الخروق التي يَعتقد أو يَظنّ الطرف الآخر المتلقّي للهجمات، في أعقابها، أن السبب مجهول أو يعود إلى أعطال تقنية، ما يعني حِرفيةً عالية جدّاً لدى "الهاكرز".
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا