هدّد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بفرض عقوبات على شركاء مشروع «السيل الشمالي 2»، لمدّ خط أنابيب غاز روسي إلى ألمانيا. ويستند المسؤول الأميركي في تهديداته إلى مصادقة الرئيس دونالد ترامب، في نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، على قانون تفرض واشنطن بموجبه عقوبات على الشركات المرتبطة ببناء خطّ الأنابيب، بحجّة أن المشروع سيزيد من اعتماد الأوروبيين على الغاز الروسي، وسيعزّز بالتالي نفوذ موسكو، وخصوصاً أنه سيتيح مضاعفة حجم الشحنات المباشرة من الغاز الطبيعي الروسي في اتجاه أوروبا الغربية، عبر بحر البلطيق. انطلاقاً من ذلك، أعلن بومبيو أنّ المشروع الذي شارف على الانتهاء، صار تحت نطاق قانون اعتمده الكونغرس، بالإجماع تقريباً، في 2017 تحت شعار «التصدّي لخصوم الولايات المتحدة عبر العقوبات». تصريحات دفعت وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إلى التأكيد أن سياسة الطاقة الأوروبية تتشكَّل في أوروبا، لا في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن واشنطن تتجاهل السيادة الأوروبية بتهديدها فرض عقوبات على مشروع خط أنابيب الغاز. ورغم الموقف الأوروبي الواضح في هذا الإطار، أصرّ الدبلوماسي المكلّف الملفّ الروسي في وزارة الخارجية الأميركية، كريس روبنسون، على «ضمّ صوتنا إلى صوت الأوروبيين القلقين من الهجمة الروسية». ويوفّر عملاق الطاقة الروسي، «غازبروم»، نصف تكلفة المشروع الذي كلّف، حتى الآن، 9,5 مليارات يورو، فيما تؤمِّن النصف الآخر شركات أوروبية، هي: «وينترشال» و«يونيبر» الألمانيتان، «شل» البريطانية - الهولندية، إضافة إلى الفرنسية «انجي» والنمسوية «أو أم في».