ما حدث انتكاسة لنتنياهو الذي سبق أن دعا العالم للتعلّم من تجربة إسرائيل
في هذه الأجواء، أقرّت حكومة العدو مجموعة من التقييدات لمجابهة الزيادة في أعداد مُصابي «كوفيد ــ 19»، شملت إغلاق القاعات والنوادي والحانات وكذلك صالات الألعاب الرياضية وحمّامات السباحة العامة، كما لن تُتاح إقامةُ عروض ثقافية، في حين ستُقام الأنشطة الرياضية المنظَّمة من دون حضور جماهيريّ، وذلك تحذير نتنياهو أنه في حال «لم نتحرك الآن، سوف نستقبل المئات، وربما أكثر من ألف مصاب، بوضع حرج في الأسابيع المقبلة الأمر الذي سيشلّ أنظمتنا». وبالتوازي، أعلنت رئيس خدمات الصحة العامة في وزارة الصحة، البروفيسورة سيغل ساديتسكي، استقالتها من منصبها، كاشفة عن أن «إسرائيل تتجه نحو مكان خطير في الأسابيع الأخيرة»، وهو ما يعكس تصاعد المخاوف من المسار المقبل.
النتائج وضعت الحكومة بين نوعين من التحديات كلاهما ينطوي على مخاطر: الأول صحي والثاني اقتصادي. ومشكلة إسرائيل أنه في حال تصاعد الإصابات قد يؤدي ذلك إلى تهديد القطاع الصحي وفقدان السيطرة وفقاً لتحذير بعض الخبراء، والتحدي الثاني أن عودة الإغلاق بالمستوى الذي كان عليه يشكل عبئاً ثقيلاً على الاقتصاد، وهو ما دفع الجهات المختصة إلى رفع الصوت ضد استمرار الإغلاق. وكنموذج على التداعيات القاسية، ذكرت التقارير الإعلامية أن عجز الموازنة خلال الأشهر الستة الماضية سجّل أكثر من ضعف ما كان عليه في السنة الماضية بعدما بلغ 58.2 مليار شيكل (100 دولار أميركي = 342 شيكلاً)، مقابل 22 مليار في المدة نفسها من العام الماضي. ولفتت هذه التقارير إلى أن هذه الزيادة تعود إلى نفقات الحكومة وتقلّص مداخيل الدولة. ويتوقع «بنك إسرائيل» أن ينكمش الاقتصاد خلال العام الجاري بنسبة 6%، لكنه يتوقع أن ينمو العام المقبل بنسبة 7.5% بالاستناد إلى فرضية إيجاد حل للوباء. مع ذلك، تجد حكومة العدو نفسها ملزمة إعادة الإغلاق على أن تعود ثانية تحت ضغط الاقتصاد لرفعه لكن مع إجراءات مشدّدة، على أمل أن تكون أكثر نجاحاً من الاختبار السابق.