نجحت إيران في كسر الحصار الأميركي على فنزويلا، إذ وصلت الناقلة الإيرانية الخامسة والأخيرة المزوّدة بالوقود الإيراني إلى منطقة المياه الاقتصادية الخالصة الفنزويلية، بعد إبحارها لأكثر من ثلاثة أسابيع. وعلى غرار الشحنات الأربع الماضية، رافقت القوات البحرية الفنزويلية الناقلة «كلافيل»، لترسو في وقت لاحق في أحد الموانئ النفطية لتفريغ شحنتها من البنزين.وأكدت طهران مجدداً أنها ستواصل شحناتها النفطية إذا طلبت كاراكاس المزيد. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في مؤتمر صحافي عقد في العاصمة طهران، إن بلاده وفنزويلا «تمتلكان الحق في التجارة الحرة». وأضاف أن إيران «أثبتت أنها ستحمي حقوقها حتى في الأماكن البعيدة عنها، وإن طلبت الحكومة الفنزويلية المزيد من الشحنات النفطة فسوف نرسلها».
وبعد أن أتمّت الناقلات الخمس التي أرسلتها طهران الى كاراكاس مهمتها، أبحرت ناقلتا الوقود «فورتشن» و«فورست» في طريق عودتهما إلى الموانئ الايرانية، فيما بدأ الوقود الإيراني بالوصول إلى محطات التوزيع الفنزويلية أول من أمس، وذلك قبل ساعات فقط من إعلان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو زيادة في الأسعار من المنتظر أن تنهي عقدين كانت فيهما المشتقات النفطية تباع بثمن لا يذكر.
ومن بين 1800 محطة في فنزويلا، واصل نحو 240 محطة العمل منذ أن أعلن مادورو إجراءات العزل العام لاحتواء تفشي فيروس «كورونا» في آذار الماضي، والتي تضمنت قيوداً على مبيعات الوقود بسبب الانخفاض الشديد في المخزونات.
وتعمل مصافي النفط في فنزويلا، التي يمكنها إنتاج أكثر من 1.3 مليون برميل من الوقود يومياً، بأقل من 20% من طاقتها الآن، لأسباب أهمها انقطاع الكهرباء ونقص قطع الغيار. يذكر أن ​فنزويلا​ تعاني من نقص في ​المحروقات رغم أنها تملك احتياطيات هائلة من ​النفط​، بسبب تراجع الإنتاج، في أزمة فاقم شدتها تفشي وباء «كوفيد 19» ونتائجه الاقتصادية.
وأثار وصول هذه ​السفن​ توتراً بين كراكاس وواشنطن التي تندد بدعم ​طهران​ لمادورو. وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت الجمعة الماضي، عن مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى فنزويلا، إليوت أبرامز، قوله إن «إدارة الرئيس دونالد ترامب حذرت سراً الحكومات الأخرى والموانئ وشركات الشحن والتأمين من أنها قد تواجه عقوبات قاسية إذا ساعدت ناقلات تحمل وقوداً إيرانياً إلى فنزويلا»، وذلك سعياً لردع مزيد من الشحنات الإيرانية.
وأضاف أبرامز أن «حملة الضغط التي تستهدف إيران وفنزويلا الخاضعتين للعقوبات الأميركية تهدف إلى التأكد من إدراك الجميع أن تقديم المساعدة لهذه العملية ينطوي على مخاطر شديدة (...) حذرنا قطاع الشحن في أنحاء العالم، وملّاك السفن وقباطنة السفن، وشركات التأمين على السفن، وحذرنا الموانئ على طول الطريق بين إيران وفنزويلا».
وقال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة «طلبت من العديد من الدول منع تقديم خدمات موانئ للناقلات». إلا أن كل ذلك لم يمنع وصول الشحنات الخمس إلى فنزويلا من دون مشاكل تُذكر. واكتفى أبرامز بالقول: «لا أعتقد أنكم ستجدون أصحاب السفن والقباطنة وشركات التأمين وأطقم السفن مستعدين للدخول في تلك المعاملات في المستقبل»، مشيراً إلى مخاطر العقوبات. وتوقع نفاد الوقود في غضون أسابيع فقط، وتوجيهه إلى الموالين لرئيس فنزويلا نيكولاس مادورو.

قرار تاريخي
أعلنت فنزويلا، اليوم، اتخاذ قرار تاريخي بشأن أسعار المحروقات في البلاد، وذلك بعد وصول شحنات وناقلات النفط الإيرانية الخمس. وقال الرئيس الفنزويلي في هذا الصدد: «قررت رفع أسعار الوقود بدءاً من شهر حزيران/ يونيو، حيث كانت أسعار المشتقات النفطية في البلاد شبه مجانية في وقت سابق». وأضاف مادورو: «قررنا أن بإمكان 200 محطة وقود أن تبيع هذا المنتج بالسعر الدولي (...) والسعر الذي حددناه هو 50 سنتاً لكل ليتر من ​البنزين​»، موضحاً أن «مقاولين من القطاع الخاص سيديرون تلك المحطات، وسيُسمح لهم باستيراد البنزين».
كما أعلن مادورو إنشاء نظام إعانات قائم على قاعدة خمسة آلاف بوليفار لكل ليتر، يسمح بشراء 120 ليتراً من البنزين في الشهر للسيارات الخاصة و60 ليتراً للدراجات النارية، لافتاً إلى أن ​قطاع النقل​ العام للركاب والبضائع سيحصل على إعانة بنسبة 100%.