في حين بدا أن انتشار فيروس "كورونا" بات تحت السيطرة في أوروبا ومتباطئاً في الولايات المتحدة، بدأ باجتياح أميركا اللاتينية، "بؤرته الجديدة" وفق منظمة الصحة العالمية. وتبدو البرازيل الدولة الأكثر تضرراً في القارة مع تسجيل أكثر من 23 ألفاً و473 وفاة بالفيروس، إثر تسجيل 807 حالات وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية. فيما تم تسجيل 11 ألفاً و687 إصابة اليوم، ليصل إجمالي الإصابات إلى 374 ألفاً و898، وفق بيان صادر عن وزارة الصحة البرازيلية.بالتوازي، بين إنكاره خطورة "كورونا" وتصريحاته المرتجلة وعدم إبدائه أي تعاطف مع معاناة الناس وهوسه بالاقتصاد والكلوروكين، لم يكتف الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو باتباع خط مثاله الأعلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بل ذهب أبعد منه. فإذ أعلن ترامب في شباط/ فبراير أن الفيروس "سيختفي مع عودة الطقس الجميل"، ندد بولسونارو في آذار/ مارس بـ"الهستيريا" حول "إنفلونزا طفيفة". ومع بدء تسجيل وفيات جراء "كوفيد 19" في الأحياء الفقيرة المكتظة في ريو دي جانيرو، وصولاً إلى غابات الأمازون، ظل الإنكار سائداً في برازيليا كما في واشنطن.
واليوم، باتت الولايات المتحدة والبرازيل تسجلان أعلى حصيلة من الإصابات في العالم، فيما بلغ عدد الوفيات جراء الفيروس فيهما حوالى مئة ألف و24 ألف وفاة على التوالي. ورغم ذلك، لا يزال بولسونارو يخالط الحشود متعمّداً عدم وضع كمامة، تماماً مثل ترامب الذي لطالما رفض الظهور مع كمامة. وقد ظهر بولسونارو الأحد بدون وضع كمامة حتى، في برازيليا، حيث صافح العديد من الجمهور، وحمل طفلاً على كتفيه.
ومقابل تدهور الوضع في البرازيل، منع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رغم أنه حليف بولسونارو، دخول المسافرين غير الأميركيين القادمين من البرازيل إلى الأراضي الأميركية.

استنفار شامل
في المكسيك، حذر الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور من أن البلاد بلغت "اللحظة الأكثر ألماً من الوباء العالمي"، مشيراً إلى أن الأزمة الاقتصادية ستقضي على مليون وظيفة في البلاد خلال العام 2020.
من جهته، صرح الرئيس التشيلي سيباستيان بينييرا، لدى افتتاحه مستشفى ميدانياً أقيم بشكل عاجل في سانتياغو، بأن النظام الصحي في تشيلي بلغ أقصى طاقته وبات "قريباً جداً من حدود" قدراته.
أما في البيرو، فقد مددت تدابير العزل حتى 30 حزيران/ يونيو المقبل، فيما مددت الأرجنتين العزل الإلزامي حتى 7 حزيران/ يونيو في وقت ازدادت فيه الإصابات في بيونيس آيريس خمسة أضعاف خلال أسبوعين.