بينما تستعد كاراكاس لاستقبال السفن الإيرانية المحملة بالبنزين، أعلنت واشنطن أنها لا تدرس خططاً، الآن، لمنعها من الوصول إلى وجهتها، برغم أنها «انتهاك للعقوبات».وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جوناثان هوفمان، رداً على سؤال صحافي حول نيّة واشنطن التحرك، إن إرسال تلك السفن «انتهاك للعقوبات الدولية المفروضة على إيران وفنزويلا... ولكني لست على دراية بأي تحرك أو عملية عسكرية لاعتراضها».
الموقف الأميركي المستجدّ أتى بعد احتفاء الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أمس الأربعاء، بقرب وصول الناقلات الخمس التي أرسلتها إيران إلى بلده. وفي كلمة بثتها شبكة التلفزيون الحكومية، عبّر مادورو عن شكره لإيران على دعمها في مواجهة عداء واشنطن.
من جهته، قال وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز، إنّ كاراكاس ستتخذ «إجراءات عسكرية لحماية وصول ناقلات النفط الإيرانية قريباً بما تحمله من شحنات وقود ومنتجات نفطية أخرى».
وأضاف بادرينو للتلفزيون إنّ «هذه السفن، عندما ستدخل منطقتنا الاقتصادية الخالصة، ستواكبها سفن وطائرات تابعة للقوات المسلّحة الوطنية البوليفارية لاستقبالها».
وقارن شحنات الوقود بالمساعدات الإنسانية التي أرسلتها الصين وروسيا لمساعدة فنزويلا في مكافحة «كورونا».
ولم يعلن مادورو ولا وزير الدفاع في حكومته، عن الموعد المرتقب لوصول ناقلات لنفط الإيرانية إلى فنزويلا التي تعاني من نقص في المحروقات تفاقم بسبب أزمة «كوفيد-19».

مواجهة أميركية ــــ روسية في مجلس الأمن
رفضت الولايات المتحدة، أمس، في الأمم المتحدة، تبني بيان صاغته روسيا للتنديد باستخدام مرتزقة في فنزويلا، خلال جلسة لمجلس الأمن عقدت بطلب من موسكو.
وروسيا الداعمة للرئيس الفنزويلي، كانت تنوي تحصيل موقف من مجلس الأمن بشأن عملية «الغزو» الفاشلة، مطلع أيار الجاري في فنزويلا، والتي انتهت بتوقيف عشرات الأشخاص، بينهم جنديان أميركيان سابقان. وبعدها وجّهت المحكمة الفنزويلية إلى الأميركيين تهمة «الإرهاب والتآمر وتهريب أسلحة حربية والانتماء إلى شبكة إجرامية»
وقال معاون السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي: «ندعو كل المشاركين في النقاشات اليوم إلى إدانة محاولة الغزو لأراضي وسيادة فنزويلا، من دون لبس». والنص المقتضب الذي اقترح على مجلس الأمن تبنّيه أكد أن أعضاءه «يرفضون اللجوء أو التهديد باللجوء إلى القوة»، مذكّراً بالقرارات المرتبطة بـ«إدانة الإرهاب» و«استخدام مرتزقة».
لكن السفيرة الأميركية كيلي كرافت رفضته، مشيرة إلى «اتهامات لا أساس لها» ضد الولايات المتحدة. بينما تقوم روسيا وكوبا، على حد قولها «بإرسال ضباط ومرتزقة إلى فنزويلا بانتظام».
وترعى واشنطن المعارض الفنزويلي خوان غوايدو، وتعتبره الوحيد القادر على قيادة البلاد. وخلال الاجتماع، دعت روزماري دي كارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية الفنزويليين إلى التحاور، السبيل الوحيد في رأيها لحل الأزمة. كما حذرت الأمم المتحدة من أن فرض عقوبات على فنزويلا سيزيد من حدة الأزمة في البلاد.
وقالت دي كارلو خلال الجلسة إن «فرض عقوبات اقتصادية يعقّد الوضع الحرج أصلاً في فنزويلا». وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية قد أفادت بأن واشنطن تدرس فرض عقوبات إضافية لوقف إمدادات النفط لفنزويلا.