حتّى في أكثر الظروف قتامة ومأساوية، تسعى الإدارة الأميركية إلى الاستحواذ على حلّ محتملٍ لأكثر الأوبئة فتكاً، بهدف إتاحته أمام شعبها دون غيره، في تأكيد دائم على فوقية التعاطي الأميركي مع كلّ الأحداث والتطوّرات التي تفرض نفسها على البشرية عموماً.وبحسب ما أفادت به تقارير إعلامية عدّة، دخلت واشنطن، أخيراً، في كباشٍ مع برلين، بهدف تأكيد حصرية حصولها على لقاحٍ ضد فيروس «كورونا» الجديد، يجري تطويره في أحد المختبرات الألمانية.
تتمحور هذه المنافسة حول شركة التكنولوجيا الحيوية Curevac، التي أُنشئت عام 2000، وتتخذ من مدينة توبنغن الألمانية مقرّاً لها. وتُقدّم هذه الشركة نفسها على أنّها متخصّصة في «تطوير علاجات مرض السرطان، والعلاج بالأجسام المضادة، إضافة إلى علاج الأمراض النادرة، واللقاحات الوقائية». وهي تتعاون حالياً مع «معهد باول إرليخ» المتخصّص في الأبحاث حول اللقاحات، والتابع لوزارة الصحة الألمانية، من أجل إنتاج لقاحٍ مضادٍ لفيروس «كوفيد-19».
ونقلت صحيفة «دي فيلت» عن مصدر مقرّب من الحكومة الألمانية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى إلى جذب علماء هذه الشركة إلى بلاده، عبر إغرائهم بموارد مالية كبيرة، ليس من أجل الحصول على اللّقاح فقط، بل لتأكيد حصرية استخدامه في الولايات المتحدة. في المقابل، تحاول ألمانيا الحفاظ على المؤسسة العلمية، عبر تقديم عروض مالية مهمة أيضاً. وبحسب ما أشار المتحدث باسم وزارة الصحة الألمانية، فإنّ «الحكومة مهتمّة جداً بأن يجري تطوير اللقاحات والمواد الفعّالة ضد فيروس كورونا المستجد في ألمانيا وفي أوروبا»، مضيفاً أن «الحكومة تقوم بمحادثات مكثّفة مع Curevac»، في هذا المجال.
وكان الرئيس السابق لشركة CureVac دانيال مانيشيلّا، قد دُعي إلى البيت الأبيض، في الثاني من آذار، للقاء ترامب ونائبه مايك بنس وممثلين عن شركات الأدوية، وفق ما أعلنت الشركة على موقعها الإلكتروني، من دون تحديد العروض المالية المقترحة. «نحن واثقون من قدرتنا على تطوير لقاح قوي في غضون بضعة أشهر»، قال مانيشيلّا، يومها، إلا أنه استُبدل بعد ذلك برئيس جديد هو إنغمار هوير، وفق ما أفاد بيان صادر عن الشركة.
وتعمل هذه الشركة على إيجاد لقاح ضد فيروس «كورونا» المستجدّ منذ عدة أسابيع. وفي هذا السياق، قال المتحدث باسمها تورستن شولر: «التوصل إلى هذا اللقاح على سلّم أولوياتنا منذ كانون الثاني الماضي»، مضيفاً أنّ «الشركة واثقة من تقديم اللقاح حتى الصيف المقبل، حيث يمكن اختباره سريرياً بعد ذلك».