«سنتكوم»: الجيش الأميركي لم يعدّ أيّ خطة عسكرية للانسحاب
وبدت لافتة إشارة قائد القيادة المركزية الأميركية، «سنتكوم»، الجنرال كينيث ماكنزي، أثناء جلسة مساءلة في مجلس النواب الأميركي، يوم أمس، في شأن الأوضاع الميدانية بعد توقيع الاتفاق مع «طالبان»، إلى أن «الجيش الأميركي لم يعدّ، حتى الآن، أي خطة عسكرية» للانسحاب، برغم إشارته إلى أن الحركة برهنت قدرتها على التصدي لتنظيم «داعش» بدعم أميركي «محدود جداً». ويبدو أن مسألة الانسحاب هذه تثير قلق إسرائيل التي تخشى أن تفقد إمكانية جمع معلومات استخبارية عن إيران، وفق تقدير لـ«مركز أبحاث الأمن القومي» الذي حذّر مِن تداعيات خطيرة على كيان الاحتلال يمكن أن تمس البيئة الاستراتيجية لإسرائيل وتقلّص مِن قدرتها في تحقيق مصالحها الأمنية الكبيرة التي ترتبط بوجود الجيش الأميركي في أفغانستان. ولفت معدّو التقدير (دانيال شابيرو، السفير الأميركي السابق في تل أبيب، والعقيد إلداد شفيت، الذي عمل مساعداً لقائد لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، والباحث آريي هييستمان)، إلى أن إقدام إدارة دونالد ترامب على التوقيع على اتفاق غيّب الحكومة الأفغانية، يرسل إشارات سلبية للكيان، ويدلّ على أن هذه الإدارة يمكن أن تقدم على خطوات تمسّ مصالح تل أبيب من دون التشاور معها أو أخذ مصالحها في الاعتبار.
وفي مسعى نادر للحصول على تأييد مجلس الأمن الدولي لاتفاق بين دولة وحركة مسلحة، دعت واشنطن إلى التصويت على مشروع قرار يؤيّد الاتفاق الذي توصلت إليه مع حركة «طالبان». وتشير مسودة القرار، إلى أن مجلس الأمن «يحضّ الحكومة الأفغانية على المضيّ في عملية السلام ولا سيما من خلال المشاركة في مفاوضات بين الأطراف الأفغانيين بفريق من المفاوضين متنوّع ويشمل الجميع، مؤلّف من قادة سياسيين ومن المجتمع المدني ويضم في صفوفه نساء»، كما «تؤيّد» الاتفاق وتطلب إلى «جميع الدول تقديم دعمها التامّ للتفاوض في شأن اتفاق سلام كامل ودائم يضع حداً للحرب بما يخدم مصلحة جميع الأفغان». ويذكر النص أن مجلس الأمن سيكون «على استعداد فور بدء المفاوضات الأفغانية لمراجعة العقوبات» الدولية المفروضة على أفراد أو مجموعات منذ 2011 بهدف «دعم عملية السلام». وفي حين لفت دبلوماسي، لـ«فرانس برس»، إلى أن الاتفاق يتضمّن ملحقين سرّيين حول مكافحة الإرهاب يتحتّم على أعضاء مجلس الأمن المصادقة عليهما من دون الاطلاع على مضمونهما، لا يعرف بعد ما سيكون عليه موقف روسيا التي لمّحت، الجمعة، إلى أنها قد تعارض مشروع القرار بعدما عرقلت الولايات المتحدة تبنّي مجلس الأمن الدولي إعلاناً طرحته موسكو يدعم الاتفاق الروسي ــــ التركي لوقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية.