أعلن كلّ من بوتيدجيدج وكلوبوشار انسحابهما من السباق التمهيدي
ويراهن ساندرز على إمكانية أن يبقى معارضوه منقسمين؛ إذ في حال تجمّع الناخبون السود المعتدلون حول مرشّح أو اثنين ــــ بايدن هو الأوفر حظّاً هنا ــــ فسينتهي الأمر به إلى انتصارات متركّزة في الولايات الغربية، حيث التحالف الداعم له من الشباب الليبراليين ومن الناخبين من أصول لاتينية. والجدير ذكره أن السباق دخل منعطفاً جديداً في اليومين الماضيين، مع إعلان بوتيدجيدج وكلوبوشار انسحابهما، ما يفتح المجال أمام الناخبين المعتدلين للتجمّع حول مرشّحين ربما تكون لديهم القدرة على إيقاف تقدّم ساندرز. وعلى رغم أن انسحاب بوتيدجيدج قد يرفع من حظوظ بايدن، إلا أنه لا يلغي إمكانية أن يفيد مرشّحين آخرين، كوارن ومايكل بلومبرغ، الذي يحظى بمقبولية في أوساط داعمي بوتيدجيدج، في وقت أعلنت فيه كلوبوشار دعمها لبايدن حصراً.
وبما أن بايدن استعاد زخم حملته بعد انتخابات كارولاينا الجنوبية السبت الماضي، فإن الأنظار تتوجّه إلى ما سيحققه اليوم، ولا سيما أنه لم يطلق حملات انتخابية كافية في ولايات «الثلاثاء الكبير» على مدى شهر تقريباً، إضافة إلى أنه لم يقم بجمع تبرّعات هناك. وكان بايدن قد زار كاليفورنيا وألاباما وفيرجينيا نهاية الأسبوع الماضي، كما توجّهت حملته إلى تكساس أمس، قبل التوجّه إلى كاليفورنيا مجدّداً. إلا أن فريقه يركّز على المقاطعات التي تؤدي دوراً في بلورة قوّته، مثل تلك التي تشمل عدداً كبيراً من الناخبين السود. كذلك، يعتمد بايدن على كونه مألوفاً، وعلى الانطباع الذي خلّفه لدى الديموقراطيين منذ تولّيه منصب نائب الرئيس باراك أوباما، فضلاً عن أن لديه قائمة طويلة من المؤيّدين البارزين في ولايات «الثلاثاء الكبير»، توسّعت في خلال الأيام الأخيرة.
أما العنصر الجديد الذي سيدخل المواجهة من بابها العريض اليوم، فهو مايكل بلومبرغ، الذي لم يكن معنيّاً بالمنافسة في أيّ من الولايات السابقة. وتطرح الحملة الإعلانية الاستثنائية التي قام بها، والتي تبدو غير مسبوقة في السباقات الرئاسية الأميركية، تساؤلات حول مدى حظوظه. وخلافاً لمنافسيه الذين اختاروا ولايات ومقاطعات بعينها لاستهدافها بتمويل محدود، وزّع الملياردير والعمدة السابق لنيويورك حملته على كلّ مكان، عبر موجة كبيرة من الإعلانات والمناسبات المدفوعة، ما مكّنه من استقطاب دعم واسع، لا يُعلم إلى الآن مدى ثباته، وخصوصاً أن بلومبرغ يفتقر إلى القاعدة الجغرافية أو الديموغرافية التي يملكها غيره من المرشّحين، كساندرز الذي تتركّز شعبيته بين الشباب، ووارن النافذة بين النساء التقدميات.