في تطوّر خطير في سياق انتشار فيروس «كورونا»، أعلنت وزارة الصحة اليابانية، اليوم الخميس، تسجيل أول حالة وفاة جراء الإصابة بـ«كورونا» داخل اليابان. وقال وزير الصحة، كاتسونوبو كاتو، في تصريحات صحافية، إن المتوفاة سيدة مسنّة تبلغ من العمر 80 عاماً، احتجزت في المستشفى منذ الأول من شباط/ فبراير الجاري، وفق ما نقلت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية. كذلك أشار الوزير إلى تسجيل إصابتين إضافيتين بفيروس كورونا.إعلان وزارة الصحة جاء بالتزامن مع تأكيد إصابة 44 شخصاً إضافياً من ركاب سفينة «أميرة الماس» السياحية المحتجزة في أحد الموانئ منذ أوائل الشهر الجاري بفيروس «كورونا». وبهذا يرتفع عدد حالات الإصابة بالفيروس على متن السفينة إلى 218، من إجمالي 3 آلاف و500 شخص على متنها. وحتى اليوم، تكون حصيلة الإصابات التي سجّلتها اليابان 250 حالة إصابة.
بدورها، أعلنت السلطات الصينية، اليوم، ارتفاع حصيلة الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا إلى 1310 حالات على الأقل. فيما قفز عدد الإصابات المؤكدة إلى أكثر من ستين ألف شخص. ووفق ما نقلته وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، فإن 242 شخصاً توفّوا في مقاطعة هوبي مركز انتشار الفيروس خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، فيما بلغ عدد الإصابات بالفيروس 14 ألفاً و 840 حالة.
أما في الولايات المتحدة، فقد ارتفع عدد المصابين بـ«كورونا» المستجد إلى 15 إصابة بعد تشخيص إصابة أحد الأميركيين الذين تم إجلاؤهم من مدينة ووهان الصينية والخاضعين لحجر صحي قرب مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا، وفق ما أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها اليوم. والمريض هو واحد من بين 232 فرداً يخضعون للحجر الصحي داخل قاعدة ميرامار الجوية التابعة لمشاة البحرية، بعد نقلهم جواً من مدينة ووهان الصينية مركز انتشار الفيروس.
وقد شخّص الأطباء ثماني حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد في ولاية كاليفورنيا وحدها، وهو أكثر من نصف عدد المصابين داخل الولايات المتحدة. لكن مريضين في الولايات المتحدة يعتقد أنهما أصيبا بالعدوى بعد عودة شريكيهما من زيارة للصين.

«كورونا» يضرب سوق النفط!
ذكرت «وكالة الطاقة الدولية» اليوم أن الطلب العالمي على النفط سيسجل أول انخفاض فصلي له منذ عقد بسبب الأضرار التي ألحقها انتشار فيروس «كورونا» باقتصاد الصين وتبعاته على العالم. وقالت الوكالة في تقريرها السنوي إن «الطلب العالمي تأثر بانتشار فيروس كورونا المستجد، والإغلاق الواسع للاقتصاد الصيني». واضافت إن «من المتوقع أن ينخفض الطلب على النفط بمقدار 435 ألف برميل مقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق، في الربع الأول من 2020، وهو أول انخفاض فصلي منذ أكثر من عشر سنوات» عندما انخفض الطلب على النفط بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية.
وفيما لا تزال الوكالة تتوقع نمو الطلب على النفط هذا العام مع احتواء الفيروس، إلّا أنها خفضت توقعاتها للزيادة في الاستهلاك العالمي بنحو الثلث إلى 825 ألف برميل يومياً، وهي أقل زيادة منذ 2011.
ودفع انتشار الفيروس بالصين إلى اتخاذ تدابير صارمة مثل فرض الحجر الصحي في أكثر من عشر مدن وتمديد عطلة السنة القمرية الجديدة في محاولة لوقف انتشاره، ما أدى إلى توقف قطاعات رئيسية في اقتصادها. وعلى الرغم من أن الأسواق انتعشت في الأيام الأخيرة بعدما أصبح المستثمرون واثقين بأن الصين يمكن أن تحتوي الفيروس بسرعة، وأن تأثيره الاقتصادي سيكون قصير الأجل، حذّرت وكالة الطاقة الدولية من التهاون ومقارنة أزمة اليوم مع انتشار السارس عام 2003.
وقال التقرير «رغم أن الصين تبنّت إجراءات للحدّ من انتشار الفيروس أسرع وأشمل من تلك التي تبنّتها لمواجهة فيروس سارس، إلّا أن التحول الكبير في الاقتصاد العالمي منذ 2003 يعني أن تباطؤ الصين اليوم سيكون له تأثير عالمي أقوى». كما لاحظت الوكالة أنه منذ عام 2003، أصبحت الصين أكثر اندماجاً في سلاسل الإمدادات العالمية، وتوسع قطاع السياحة فيها بشكل كبير، وأصبح الصينيون أكبر مجموعة من السياح في العالم، وقفزت حصة البلاد من الناتج المحلي الإجمالي العالمي من 4 إلى 16%.
ومع تقديرها بأن السفر الجوي الدولي من الصين وإليها قد انخفض بنسبة 70%، والسفر الداخلي بمقدار النصف في المرحلة المبكرة من الأزمة، توقعت الوكالة انخفاضاً مضاعفاً في الطلب على وقود الطائرات في البلاد. ومن المتوقع حدوث انخفاض مماثل في الطلب على الديزل بسبب قيود السفر الأخرى.