صادق البرلمان الأوروبي بغالبية كبيرة على معاهدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، في خطوة تقفل ملف «الطلاق» الذي استغرق ثلاث سنوات وتخلّله كثير من التجاذبات داخل الممكلة المتحدة وأوروبا.واليوم، وافق النواب الأوروبيون على الاتفاق بـ 621 صوتاً مقابل معارضة 49 وامتناع 13 عن التصويت، الذي كان الخطوة الرئيسة الأخيرة في المصادقة من الجانب الأوروبي، وذلك بعد أسبوع على مصادقة مجلس العموم البريطاني على «بريكست»، مفسحاً المجال لإنجازه بعد غدٍ الجمعة.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي نجح في إتمام «الطلاق» بعدما فشلت تيريزا ماي قبله في المهمة نفسها، أشاد بما سمّاه «فصلاً جديداً». وقال جونسون في بيان سابق إن «التوقيع على اتفاق الانسحاب يعدّ لحظة رائعة، يتم فيها تطبيق نتيجة استفتاء 2016 وتنهي سنوات كثيرة من السجال والانقسام»، وأضاف في منشور على «تويتر»: «يؤذن هذا التوقيع بفصل جديد في تاريخ أمتنا»..
وسيسمح الاتفاق لبريطانيا بإسدال الستار على عضويتها التي استمرت لعقود في الاتحاد الأوروبي اعتباراً من الـ 31 من الشهر الجاري، والانفصال عن أقرب جيرانها وشركائها التجاريين بعد عدة سنوات من الخلافات الداخلية والتأخير. وستوضع النسخة الأصلية من الاتفاق المقر من البرلمان الأوروبي في أرشيف الاتحاد الأوروبي إلى جانب غيره من المعاهدات الدولية، بينما سيتم إرسال 3 نسخ إلى لندن.
من جهته، وبعد التصويت اليوم، قدم منسق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في البرلمان الأوروبي جاي فيرهوفشتات، التحية للمشرّعين البريطانيين بالبرلمان، قبيل التصويت على اتفاق الخروج. وفي إشارة إلى بريطانيا، قال الليبرالي الهولندي «سنفتقدك». وأضاف إن «من المحزن أن نرى مغادرة دولة حررتنا مرتين، وقدمت الدماء مرتين لتحرير أوروبا». وتابع فيرهوفشتات أن هذا «تصويت وليس وداعاً»، إنه كقول «إلى اللقاء فقط »، في إشارة إلى توقعه أن تعود بريطانيا في النهاية إلى الاتحاد الأوروبي. كذلك، عبّر أعضاء البرلمان الأوروبي عن مشاعرهم حيال خروج المملكة المتحدة من خلال غناء «أولد لونغ سين» ــــ (نشيد الوداع). وقال العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي البريطانيون إنهم يأملون أن تعود المملكة المتحدة في يوم من الأيام.
وعند منتصف ليل اليوم، تبدأ بريطانيا آخر 48 ساعة لها كعضو في الاتحاد الأوروبي قبل انفصالها رسمياً يوم الجمعة المقبل الساعة الحادية عشرة بتوقيت غرينيتش، أي تمام منتصف الليل بتوقيت بروكسل. وبمغادرة لندن، سينخفض عدد أعضاء التكتل الأوروبي إلى 27 دولة، لكن اتفاق الانسحاب يقضي بفترة انتقالية مدتها 11 شهراً تستمر حتى نهاية العام الجاري.
وخلال هذه الفترة، ستواصل بريطانيا وباقي دول التكتل تطبيق القواعد التجارية الحالية ذاتها لمنع أي هزّات اقتصادية، بينما يحاول المسؤولون التفاوض على اتفاق تجاري أوسع.