طالبت الرئيسة الموقتة في بوليفيا، جانين آنيز، باستقالة جميع وزراء حكومتها، وسط توتّر داخل الحكومة جاء على خلفية ترشّحها للانتخابات المقرّر إجراؤها في الثالث من أيار/ مايو. إجراءٌ أدخلت عليه صبغة «الانتقال الديموقراطي»، لأنه من «العادي» أن يتمّ «إدخال تغييرات على الحكومة» قبل الانتخابات، على أن تعيّن الرئيسة اليمينية حكومة جديدة مكوّنة من عشرين وزيراً «في أسرع وقت».وخلافاً لما وعدت به، استكملت آنيز، الجمعة، الانقلاب بترشّحها للانتخابات الرئاسية، ما أدى إلى استقالة وزيرة الاتصالات، روكسانا ليزاراغا، التي اتهمت الرئيسة المؤقتة بأنها «تخلّت عن أهدافها»، بعدما «بدأت بالوقوع في الأخطاء نفسها» التي وقع فيها حزب سلفها إيفو موراليس، وأن هذا «ليس المسار الذي طلبه منّا المواطنون». من جهته، قال الرئيس السابق ومنافس موراليس في الانتخابات، كارلوس ميسا، إنه «يحترم الرئيسة آنيز، لكن أظن أنها في صدد ارتكاب خطأ كبير»، لأنها «لم تُعيَّن لترشِّح نفسها في الانتخابات الرئاسية»، بينما ذكّر الرئيس إيفو موراليس، المقيم في المنفى في الأرجنتين، بأن هذه الأخيرة «وعدت بعدم الترشح»، لكنه أضاف أن ذلك «من حقِّها».
في هذه الأثناء، يتصدّر حزب موراليس نوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وفق استطلاع للرأي نشرته، أول من أمس، صحيفة «باخينا سييتي». ويعطي الاستطلاع حزب «الحركة نحو الاشتراكية»، «ماس»، 26 في المئة من نوايا التصويت، متقدماً على اليميني المتطرّف لويس فرناندو كاماتشو، والرئيس السابق كارلوس ميسا المتعادلين بنسبة 17 في المئة من نوايا المستطلَعين.
أما آنيز، فحصلت على 12 في المئة من نوايا التصويت، بحسب الاستطلاع الذي يشير إلى أن نسبة الذين لم يحسموا قرارهم بعد بلغت تسعة في المئة. بناءً على النتائج، أطلق موراليس تغريدة جاء فيها: «نحن في الصدارة في كل استطلاعات الرأي»، مضيفاً «نحن جاهزون لإلحاق الهزيمة بالانقلابيين واستعادة الوطن».
في غضون ذلك، اتّهمت كوبا الحكومة الموقتة في لا باز بالسعي إلى تدمير العلاقات بين البلدين منذ تولّيها السلطة العام الماضي، وذلك نتيجة ضغط إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وذلك بعد يوم واحد من تعليق بوليفيا العلاقات الدبلوماسية مع كوبا. وقالت وزارة الخارجية الكوبية، في بيان، السبت، إن «السلطات الموقتة أطلقت حملة شرسة من الأكاذيب ضد كوبا... ولا سيما ضد التعاون الطبي الكوبي، محرّضة على العنف ضدّ موظفيها»، وأضافت أنه «ليس من قبيل الصدفة أن تتزامن الوقائع التي تمّ ذكرها هنا مع حملة أميركية ضارية ذات دوافع سياسية ضد التعاون الطبي الدولي الذي توفّره كوبا لعشرات الدول»، مشيرةً إلى أن المسؤولين الأميركيين «مارسوا ضغوطاً على بوليفيا كي تجعل العلاقات تتدهور مع كوبا» منذ رحيل موراليس.