مثّلت الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للعاصمة الأفغانية كابول، نهاية الشهر الماضي، وحديثه عن رغبة لدى حركة «طالبان» في التوصل إلى اتفاق مع الأميركيين، فاتحةً، على ما يبدو، لاستئناف المفاوضات بين الجانبين. وفيما لم يتّضح بعد مسار المحادثات التي أُعيد إحياؤها أول من أمس بعد ثلاثة أشهر مِن تعليقها، أشارت قطر، بحسب ما نقلت وكالتها الرسمية للأنباء «قنا»، إلى انطلاق «الجولة العاشرة» من المفاوضات، لافتةً إلى أنها «تأتي استكمالاً للمحادثات السابقة التي جرت بينهما، والتي تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان». في الإطار ذاته، أكّد الناطق باسم «طالبان» في قطر، سهيل شاهين، عبر «تويتر»، استئناف المحادثات «من حيث توقّفت»، مشيراً إلى أنها «تمحورت حول توقيع اتفاق ومواضيع ذات صلة»، على أن «تتواصل غداً (أمس)». وبدت لافتة مشاركة أنس حقاني، شقيق نائب زعيم الحركة في المحادثات، وفق ما أكّد شاهين. وكان حقاني معتقلاً لدى الحكومة الأفغانية التي أفرجت عنه الشهر الماضي ضمن صفقة تبادل معتقلين، أفرجت بموجبها الحركة الأفغانية عن أستاذ أميركي وزميله الأوسترالي.
شدّد إسبر على ضرورة عقد تسوية سياسية بين «طالبان» وحكومة كابول

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، حين كان الطرفان على وشك التوصل إلى اتّفاق سلام يؤسّس لمرحلة الانسحاب الأميركي مِن أفغانستان، ويمهّد لإجراء مفاوضات مباشرة بين «طالبان» والحكومة الأفغانية، قرّر ترامب الانسحاب من المفاوضات، لأسباب لم تتضح لغاية الآن. وفي التفاصيل، أشار مصدر أميركي مطّلع على المفاوضات إلى أن واشنطن «انضمت مجدداً إلى المحادثات يوم (السبت) في الدوحة»، والتي «ستركّز على خفض العنف، وهو ما سيؤدي إلى مفاوضات أفغانية داخلية ووقف لإطلاق النار». من جهته، شدّد وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، في حديث إلى قناة «فوكس نيوز»، يوم أمس، على أن «السبيل الوحيد لإحراز تقدّم» في الحرب الدائرة في أفغانستان، منذ وقت طويل، «سيكون من خلال تسوية سياسية» مع حركة «طالبان» وحكومة كابول. ورحّبت الأخيرة باستئناف المفاوضات، إذ قال الناطق الرئاسي إن الحكومة الأميركية أطلعت نظيرتها الأفغانية على مباحثات السلام التي انطلقت السبت مع «طالبان»، وذكر أنها ستتناول قضايا؛ بينها الحدّ من العنف في أفغانستان، وتنفيذ وقف إطلاق النار.