أعلنت اليونان، اليوم، أنها قرّرت طرد سفير حكومة «الوفاق» الليبية، بسبب عجزه عن الكشف عن تفاصيل الاتفاق العسكري ــ البحري الذي وقّعته «الوفاق» مع أنقرة، نهاية الشهر الفائت؛ وقال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، في حديثٍ صحافي، إن أمام السفير 72 ساعة لمغادرة البلاد.وتأتي هذه الخطوة اللافتة بعد اعتبار أثينا الاتفاق التركي ــ الليبي «انتهاكاً للقانون البحري الدولي وحقوق اليونان ودول أخرى».
من جهته، قال وزير الخارجية في حكومة «الوفاق»، محمد سيالة، إن قرار طرد اليونان السفير الليبي أمر غير مقبول، مضيفاً أنه «ليس لليونان أي تمثيل ديبلوماسي في ليبيا، ولو كان موجوداً فسنقوم بطرد سفيرهم بالمثل».
وأكد سيالة أن لليونان حق اللجوء إلى القضاء الدولي في حال اعتراضها على مذكرة التفاهم التي أبرمتها طرابلس مع أنقرة، مضيفاً أن اليونان «ماطلت في التفاهم معنا بخصوص ترسيم الحدود البحرية منذ العام 2004».
وأدان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو طرد السفير الليبي، واصفاً الخطوة بـ«الخطأ». ومن روما حيث يشارك في فعاليات النسخة الخامسة من منتدى الحوار المتوسطي 2019، الذي انطلق أمس، قال جاويش أوغلو إن «عملية الطرد لا تناسب اللياقة الدبلوماسية. فهل من العدل تهديد بلد ما؟».
بالتوازي، أعلن جاويش أوغلو استعداد بلاده لإبرام اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف مع جميع بلدان شرقي المتوسط «باستثناء قبرص الرومية». وتطرّق إلى توقيع بلاده مذكرتي تفاهم مع ليبيا، الأولى حول التعاون الأمني والعسكري، والثانية بخصوص تحديد مناطق النفوذ البحرية، مشيراً أن هذه الخطوة مع طرابلس «منعت بعض الدول من اتخاذ خطوات أحادية الجانب».
إلى ذلك، أكد الاتحاد الأوروبي أنه لن يلجأ إلى إبعاد السفير الليبي المعتمد لديه على خلفية مذكرة التفاهم الموقّعة بين تركيا وليبيا والتي أثارت موجة انتقادات إقليمية ودولية. وقال المتحدث باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية جوزف بوريل، إنه «لن نعلق على قرار دولة عضو، فهذا لا يدخل ضمن صلاحياتنا». وأشار الناطق باسم المفوض الأوروبي بيتر ستانو، في تصريحات نقلتها وكالة «آكي» الإيطالية، إلى أن الاتحاد الأوروبي ما زال في صدد دراسة محتوى المذكرة وسيعلن موقفه لاحقاً.
وحول تطور الموقف الأوروبي تجاه رئيس حكومة «الوفاق»، أكد ستانو أن الاتحاد «يعترف بحكومة الوفاق وما زال يعتبرها محاوراً له». وأشار المتحدث إلى أن الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية قد التقى وزير الخارجية التركي وناقشا موضوع المذكرة، وسوف «نعود لإثارة الموضوع خلال اجتماع الوزراء يوم الإثنين القادم».