تزداد حدة المواجهات يوماً بعد يوم في مقاطعة هونغ كونغ الصينية، بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب، مع استمرار المطالبة بتغييرات لتحسين الوضع الاقتصادي وتحقيق ديمقراطية. واليوم، حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ من أن أعمال العنف في هونغ كونغ تهدّد بتقويض الحكم الذاتي للمستعمرة البريطانية السابقة، التي أصيبت بالشلل لليوم الرابع على التوالي، بسبب حواجز المحتجين وتظاهراتهم. وفي تعليقات نادرة حول الاضطرابات، قال شي إن «الأنشطة غير القانونية العنيفة الأخيرة في هونغ كونغ تدوس بشدة سيادة القانون والنظام»، في المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي. وتابع أثناء قمة لدول مجموعة «بريكس »في برازيليا أن العنف «يهدّد بشكل خطير صيغة بلد واحد بنظامين».
ويغلق المتظاهرون المؤيدون للديمقراطية المدينة بالحواجز والمسيرات لليوم الرابع على التوالي، بعد أيام من إطلاق الشرطة النار على متظاهر واشتعال النار في شخص كان يعبّر عن وجهات نظر مؤيدة لبكين.
ولفت الرئيس الصيني إلى أن بكين «تدعم بقوة» حكومة هونغ كونغ والشرطة، وأن «وقف العنف والسيطرة على الفوضى مع استعادة النظام هما حالياً مهمة هونغ كونغ الأكثر إلحاحاً» وفق ما ذكرت صحيفة «الشعب» الصينية.
يُذكر أنه في بادئ الأمر، تركزت مطالب المحتجين على معارضة مشروع قانون يسمح بتسليم مطلوبين إلى سلطات بكين، وما لبثت أن تطورت إلى مطالب أوسع بالديمقراطية والتحقيق في أعمال عنف يرتكبها عناصر الشرطة. وأعاد البريطانيون هونغ كونغ إلى الصين في عام 1997 بموجب سياسة «دولة واحدة بنظامين» تمنح الإقليم حقوقاً غير موجودة في البر الرئيسي. وهي حريات يقول المحتجون إنها تتعرض للتآكل باستمرار من قبل بكين. وقد أغلقت المدارس والجامعات بسبب تحركات متظاهرين تسبّبوا باضطراب في حركة النقل.
وبعد أكثر من خمسة أشهر من التظاهرات، تبنّت حركة الاحتجاج في المستعمرة البريطانية السابقة هذا الأسبوع تكتيكاً جديداً يقضي بمضاعفة التحركات المحدودة التي تقوم بها مجموعات صغيرة، وخصوصاً من الطلاب، لاستنزاف قدرات الشرطة إلى أقصى حدّ ممكن.