بعد أسابيع من جلسات الاستماع الطويلة بشأن القضية الأوكرانية، والتي جرت في جلسات مُغلقة في مجلس النواب، ستسمح الجلسات العلنية الجديدة التي تبدأ غداً، للأميركيين «بسماع أشخاص يتحلّون بروح وطنية عميقة وهم يروون قصة رئيس قام بابتزاز بلد ضعيف عبر تأخير تسليم المساعدات العسكرية»، وفق ما قال النائب الديموقراطي جيم هايمز، أول من أمس. وتشير هذه المرحلة من جلسات الاستماع إلى أن الديموقراطيين يقتربون من نهاية تحقيقهم لتشكيل ملف اتهامي (دعوى بالعزل) ضد رئيسهم الملياردير. وهو إجراء استثنائي لم تشهد له الولايات المتحدة مثيلاً منذ أكثر من عشرين عاماً مع قضية مونيكا لوينسكي ضد الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون.ويتّهم الديموقراطيون ترامب بإساءة استخدام سلطاته الرئاسية عن طريق الضغط على أوكرانيا خدمة لمصلحته الانتخابية. وفي أساس القضية: محادثة هاتفية في 25 تموز/ يوليو طلب خلالها من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن «يهتم» بأمر نائب الرئيس الديموقراطي السابق جو بايدن الذي يبدو في وضع جيد لمواجهته في السباق إلى البيت الأبيض في عام 2020. ويُشتبه في أن الرئيس الجمهوري اشترط، حينها، من أجل صرف مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار يفترض أن تتسلّمها أوكرانيا، أن تعلن كييف أنها سوف تحقق بشأن هنتر بايدن، ابن جو بايدن، الذي عمل بين عامي 2014 و2019 لدى مجموعة غاز بوريسما الأوكرانية الكبيرة. لكن البيت الأبيض وصف الأمر بأنه «تشهير» رافضاً التعاون في التحقيق، أما دونالد ترامب فلا يكلّ عن الحديث عن «حملة مطاردة»، أو حتى محاولة «انقلاب» ضده.
ويفتتح القائم بالأعمال الأميركي في كييف بيل تايلور، الجلسة غداً، متحدثاً أمام لجنة الاستخبارات القوية في مجلس النواب. ولم يقع اختيار الديموقراطيين عليه عشوائياً، فروايته التي أدلى بها في تشرين الأول/ أكتوبر، هي من بين تلك التي تؤكد بوضوح الشكوك حول ابتزاز دونالد ترامب لأوكرانيا. وأكد بيل تايلور أن السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند أوضح بصراحة للأوكرانيين شروط الصفقة في أيلول/ سبتمبر، وفقاً للرواية التي سمعها ومفادها أنه «لن يتم الإفراج عن أموال المساعدة الأمنية طالما لم يلتزم الرئيس زيلينسكي ببدء التحقيق بشأن بوريسما»، وهي شركة الغاز التي كان هنتر بايدن (ابن جو بايدن) عضواً في مجلس إدارتها. وسوف تستمع لجنة الاستخبارات بعد ذلك من جورج كنت، المسؤول الكبير في وزارة الخارجية المختص بشؤون أوكرانيا. ثم تستمع يوم الجمعة إلى السفيرة الأميركية السابقة في كييف ماري يوفانوفيتش، التي أُعفيت فجأة من مهامها في الربيع بعدما كانت موضوع حملة عدائية قادها المحامي الشخصي لترامب، رودي جولياني، الذي تشير الروايات إلى أنه خاض دبلوماسية موازية ضد كييف.