خطت واشنطن و«طالبان» خطوة إضافية على طريق استئناف المفاوضات المعلّقة، برعاية باكستان، وغداة دعوات روسية - صينية للعودة إلى طاولة الحوار. دعوات جاءت بعد جولة قامت بها الحركة الأفغانية، وشملت كلّاً من إيران والصين وروسيا وأخيراً باكستان، سعياً لإحياء اتفاق سلام معلّق مع الجانب الأميركي. وتشي الأجواء التي سعت إسلام آباد إلى إشاعتها خلال اليومين الماضيين بقرب عودة الطرفين إلى اللقاءات الرسمية، خصوصاً بعدما أكّدت مصادر حدوث لقاء «غير رسمي» بين وفد الحركة والمبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، في العاصمة الباكستانية.وفي التفاصيل، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصدرين قولهما إن وفداً من حركة «طالبان» التقى خليل زاد في العاصمة الباكستانية يوم الخميس الماضي، في أول اجتماع يُكشف عنه منذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشكل مفاجئ، تعليق المحادثات في مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، مبرّراً قراره باعتداء في كابول قُتل فيه جندي أميركي. المصدران أوضحا أن اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة، لا يمثل استئنافاً للمفاوضات الرسمية، فيما أشار مسؤول كبير في الحكومة الباكستانية إلى أن «مسؤولي طالبان عقدوا اجتماعاً مع زلماي خليل زاد... كل ما يمكنني قوله هو أن باكستان لعبت دوراً كبيراً في ذلك لإقناعهم بمدى أهمية عملية السلام»، مضيفاً أن الاجتماع لم تتخلّله مفاوضات رسمية حول عملية السلام، بل مجرد تواصل بهدف بناء الثقة.
الاجتماع بين واشنطن و«طالبان» لم يتضمّن مفاوضات رسمية حول عملية السلام


وفي حين لا يزال غير واضح إذا ما كان اللقاء قد عقد الخميس أو الجمعة، لمّح وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قرشي، الجمعة، إلى هذا الاجتماع، بقوله إن «اجتماعاً مرتقباً سيقعد في إسلام آباد»، مشيراً إلى أن خليل زاد وممثّلين عن المكتب السياسي لـ«طالبان» يجرون حالياً لقاءات منفصلة في إسلام آباد، تلبية لدعوة من الحكومة الباكستانية. وأكد أن «الأطراف سيجتمعون معاً في إطار هذه الزيارة». وكان وفد «طالبان»، برئاسة الملا عبد الله غني بارادار، وصل الخميس الماضي إلى العاصمة الباكستانية، حيث لقي استقبالاً حاراً في إسلام آباد التي قامت بتسهيل المفاوضات بين واشنطن والحركة. وقال قرشي إن باكستان ستواصل «دعم كل الجهود للتوصل إلى سلام دائم وإلى الاستقرار في أفغانستان»، مضيفاً أنه «يثمّن التزام طالبان الجدّي بعملية السلام».