بدأ «حزب العمّال» البريطاني، الذي يشهد انقسامات عميقة، مؤتمره السنوي يوم أمس، بينما يتعرّض زعيمه، جيريمي كوربن، لضغوط شخصياتٍ في الحزب، تسعى خصوصاً إلى تبنّي موقفٍ يؤيّد بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، مع اقتراب موعد «بريكست» في 31 تشرين الأول/ أكتوبر. المؤتمر الذي يتواصل على مدى أربعة أيام، ناقش في يومه الأول قضايا من بينها أسبوع عمل محدَّد بأربعة أيام من دون تغيير في الأجور، وإلغاء المدارس الخاصة، بهدف تحديد الخطوط العريضة لحملته في الانتخابات التشريعية، غير أن القضية الكبرى تبقى «بريكست» الذي سيصوّت مندوبو الحزب البالغ عددهم 1200 في شأنه اليوم.وأُفيد بأن كبار مسؤولي «حزب العمّال» وافقوا، يوم أمس، على مسودة سياسة لـ«بريكست»، من شأنها أن تُبقي بريطانيا في تحالف اقتصادي أوثَق مع أوروبا، أكثر ممَّا قدمه الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء السابقة، تيريزا ماي. ويتبع ذلك، وفق المسودة، إجراء استفتاء ثانٍ يتمّ من خلاله تخيير الناخبين بين دعم الاتفاق الجديد أو البقاء في الاتحاد الأوروبي. إلا أن ذلك يبقى مشروطاً بفوز الحزب في الانتخابات العامة، وتولّيه السلطة.
يبذل قادة في الحزب جهوداً ليتّخذ «العمّاليون» موقفاً مؤيداً للبقاء في الاتحاد


وكان كوربن أشار إلى ذلك في مقال له نشر الأسبوع الماضي في صحيفة «ذي غارديان»، حين أكد أنه إذا تسلّم «حزب العمّال» الحكم، فسينظّم استفتاءً للاختيار بين «عرض يتمتّع بالصدقية» للخروج من الاتحاد الأوروبي، مع اتفاق ينص خصوصاً على «اتحاد جمركي جديد» وضمانات في شأن الحقوق الاجتماعية والبيئة، وبين «البقاء» في الاتحاد.
في هذا الوقت، يبذل قادة في الحزب، وعلى رأسهم نائب رئيسه، توم واتسون، جهوداً ليتّخذ «العمّاليون» موقفاً مؤيداً للبقاء في الاتحاد، إذ دعا، أخيراً، إلى أن يدعم حزبه «بلا لبس» البقاء ضمن التكتّل، في استفتاءٍ جديد يدعو إلى تنظيمه قبل الانتخابات العامة التي أصبحت مرجَّحة على خلفية الأزمة السياسية التي تشهدها المملكة المتحدة بسبب «بريكست». من جهته، قال المسؤول المكلّف بـ«بريكست» في «حزب العمّال»، كير ستارمر، الذي كان متشكّكاً قبل عام في شأن إجراء استفتاء ثانٍ، أول من أمس، إنه سيقوم «بحملة من أجل البقاء» في الاتحاد.
في المقابل، يجري رئيس الوزراء، بوريس جونسون، محادثات مع زعماء أوروبيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع، في إطار حملته لضمان التوصل إلى اتفاق في شأن «بريكست» بحلول نهاية تشرين الأول/ أكتوبر.