نقلت شبكة «روسيا اليوم» عن مصادر تركية أن القاعدة العسكرية التي تعتزم أنقرة إنشاءها على سواحل الصومال، قبالة خليج عدن، ستبدأ عملها الصيف المقبل، وأنه سيجري من خلالها تدريب نحو 10 آلاف و500 جندي صومالي، وأن نحو 200 جندي تركي سيتكفلون بضمان الأمن والتدريبات. ونقل موقع «هابر 7» عن مصادر دبلوماسية تركية أن إنشاء أنقرة قاعدة عسكرية في الصومال، بعد قاعدتها في قطر، يأتي في سياق «تعزيز وجودها في الشرق الأوسط وأفريقيا»، وأن اختيار قطر والصومال جاء بسبب «الأهمية الجيوسياسية لهاتين الدولتين، إلى جانب أسباب أخرى»، منها فتح أسواق جديدة للأسلحة التركية، بحسب المصادر نفسها.
فتحت النيابة العامة تحقيقاً بحق كيليتشدار أوغلو

وعلى المستوى الداخلي، بدأ القضاء التركي بملاحقة زعيم أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، لوصفه الرئيس رجب طيب اردوغان بـ«ديكتاتور تافه»، وتنديده بحملات الاعتقال التي طاولت أوساط المثقفين والصحافيين. وفتح النائب العام في أنقرة أمس تحقيقاً بحق رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، بتهمة «إهانة شخص الرئيس»، ما قد يعرض الأخير لعقوبة بالسجن قد تصل مدتها إلى 4 سنوات.
وخلال المؤتمر الذي أعاد انتخابه على رأس الحزب، يوم السبت الماضي، اتهم كيليتشدار أوغلو أردوغان بإصدار الأوامر لتوقيف قرابة 30 أستاذاً جامعياً وقعوا عريضة من أجل السلام في جنوب شرق البلاد، الذي يتعرض لحملة عسكرية واسعة، تحت شعار «اجتثاث حزب العمال الكردستاني». وقال كيليتشدار أوغلو أمام أنصاره إن «مثقفين يعبّرون عن رأيهم سجنوا الواحد تلو الآخر على يد ديكتاتور تافه... كيف تجرؤ (أردوغان) على إرسال الشرطة إلى منازل هؤلاء الأشخاص والأمر بتوقيفهم؟ قل لنا أيها الديكتاتور التافه، ما معنى العزة والكرامة بالنسبة إليك؟».
واتهم أردوغان علناً، مرات عدة، موقعي العريضة المذكورة بأنهم «خونة» و«متآمرون» مع حزب العمال الكردستاني، وطالب بملاحقتهم. ورفع أردوغان دعوى حق مدني ضد كيليتشدار أوغلو، مطالباً الأخير بدفع تعويضات «عطل وضرر»؛ وندد محامو الرئيس بـ«شتائم ذات خطورة استثنائية، تتجاوز حدود الانتقاد وتمس حقوق موكلنا». كذلك «غرّد» وزير العدل، بكر بوزداغ، أمس، قائلاً إن «الذين يفتقرون إلى الذكاء والثقافة والأخلاق وحدهم يمكنهم الشتم هكذا، تحت غطاء حرية التعبير»، متناسياً ربما عبارات مشابهة ساقها أردوغان نفسه ضد خصومه، كالرئيس السوري، بشار الأسد.
ميدانياً، أعلن سليمان طابسيز، والي مقاطعة «كليس»، جنوبي البلاد، أن الجيش التركي رد بـ54 قذيفة مدفع على الموقع داخل الأراضي السورية، الذي يُعتقد أنه تابع لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، والذي أُطلقت منه قذائف صاروخية أصابت مدرسة داخل الحدود التركية.
كذلك قُتل 3 من أفراد الشرطة التركية، وأصيب 4 بجروح، ليل الأحد ــ الاثنين، في هجوم شنه حزب العمال الكردستاني جنوب شرق البلاد. وقال مسؤول محلي طلب عدم كشف اسمه إن الهجوم وقع في بلدة «اديل»، في محافظة «شرناك»، قرب الحدود السورية، عندما انفجرت عبوة لدى مرور موكب للشرطة. وفي الوقت نفسه، هاجم مسلحون من حزب العمال الكردستاني قاعدة لقوات الأمن في المنطقة نفسها بالبنادق، دون أن يؤدي ذلك إلى سقوط قتلى.

(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)