وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية، أكد الجانبان «تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتأمين منطقة الخليج وبحر عمان». ونقلت الوكالة عن رضائي قوله في معرض الترحيب بالوفد الإماراتي «إن الجيرة في الإسلام تعني التعاون والتراحم». وشدد على ضرورة عدم السماح «لسائر الدول بأن تمسّ بأمننا الإقليمي»، داعياً إلى «تعزيز التعاون في مجال إدارة الحدود المشتركة وتأمين هذه المنطقة». وقال: «نستطيع من خلال النهوض بمستوى التعاون الثنائي أن نقيم ملتقيين سنوياً في طهران وأبو ظبي، فضلاً عن لقاءات ميدانية في المناطق الحدودية بين قادة البلدين لاحتواء المشاكل الحدودية والعمل على حلها». الزائر الإماراتي شدّد، من جانبه، على ضرورة «الرقي بمستوى العلاقات الحدودية، ومواصلة الإجراءات المشتركة والتنسيق المستدام بهدف تأمين التجارة وسلامة الملاحة البحرية»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية.
أكد الطرفان «تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتأمين منطقة الخليج وبحر عمان»
تظهير اللقاء الأمني بين الجارين، في حدّ ذاته، ومن ثم طابع التصريحات، أمران يشيان بعملية اختبار لتفاهمات جرت بعيداً من الإعلام، ويراد منها أن تكون فاتحة لتطور العلاقات، وهو ما سيرخي بظلاله على أكثر من ملف، أهمها اليمن عبر استكمال الانسحاب الإماراتي أو على الأقل تثبيت الاستراتيجية الجديدة. تطور الموقف الإماراتي يمنح الإيرانيين شعوراً بنجاح ضغوطهم الأخيرة في المنطقة، من جهة، وبإحداث اختراق، من جهة ثانية، في جبهة «الباءات الأربعة» كما يسميها وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أي الأسماء الأربعة التي تتضمن حرف الباء وكانت تضغط باتجاه المواجهة: محمد بن زايد، محمد بن سلمان، بنيامين نتنياهو، وجون بولتون.
وأراد الإيرانيون ـ على ما يبدو ـ أن يبدأ تظهير التفاهمات الجديدة من بوابة أمن الحدود والملاحة، على وقع التصعيد مع بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة بشأن ملف أمن مضيق هرمز والمساعي لإنشاء تحالفات أو إرسال قوات، وهو يعزز الموقف الإيراني إزاء هذه القضية. في المحصلة، تبقى السعودية، بعد لقاء أمس، الطرف الفاعل الوحيد في الإقليم المتمسك بقطع الجسور والتزام المنحى الأميركي من التصعيد والمواجهة، وهو ما يطرح علامات استفهام جديدة حول إمكانية أن ينعكس الموقف الإماراتي تحولاً إيجابياً في الرياض.
غربياً، وفي وقت لم يحصل فيه الطلب الأميركي الرسمي من ألمانيا بالانضمام إلى فرنسا وبريطانيا في المساعدة على تأمين مضيق هرمز، على موافقة برلين، عادت المؤشرات الإيجابية على خط طهران - أوروبا، من خلال المحادثة الهاتفية «الطويلة» كما وصفها الإليزيه أمس، والرابعة خلال شهرين بين الرئيسين، الإيراني حسن روحاني، والفرنسي إيمانويل ماكرون. وأفادت الرئاسة الفرنسية بأن ماكرون، من حيث يقضي إجازته جنوب البلاد، يُجري اتصالات بالرئيسين الإيراني والأميركي في سبيل «بذل كل الجهود الممكنة لضمان موافقة جميع الأطراف المعنية على هدنة والدخول في مفاوضات»، وهو ما يشي بإعادة تفعيل المبادرة التي أطلقها ماكرون بالتنسيق مع باقي أطراف الاتفاق النووي.