افتتحت واشنطن جولة جديدة من التصعيد ضد روسيا وحلفائها في أميركا اللاتينية، من بوابة زيارة وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، لكوبا، مهدِّدة بفرض عقوبات على موسكو، بسبب دعمها حكومة الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، وعلى كل من هافانا وكاراكاس. لم يَرُق الأميركيين مشهد لافروف وهو يطوف في كوبا، ويتعهّد باستمرار دعم بلاده لها في جميع المجالات، وتعزيز اقتصاد الجزيرة الكاريبية (وفنزويلا) في مواجهة «عداء الولايات المتحدة». فخرج الممثل الأميركي الخاص للأزمة في فنزويلا، إليوت أبرامز، ليقول إن بلاده «تنوي معاقبة روسيا بسبب دعمها لفنزويلا»، متوعّداً بفرض «عقوبات جديدة على كاراكاس وهافانا في الساعات المقبلة». وهو ما أعلنه وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، ليل أمس عبر «تويتر»، عبر الكشف عن «عقوبات على 10 فنزويليين مقرّبين من مادورو، وثلاثة عشر كياناً».وكان الوزير الروسي قد قال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكوبي برونو رودريغيز: «سنواصل دعم كوبا في جميع المجالات، ليس على الصعيد المعنوي والسياسي فقط، ولا عبر تطوير التعاون التقني والعسكري، بل عبر تشجيع التجارة والمشاريع الاقتصادية التي ستسمح لاقتصاد هذا البلد بأن يصبح أقوى في مواجهة الهجمات الخارجية». كما دان لافروف إجراءات واشنطن التي عززت حظرها المفروض منذ 1962، وخصوصاً عبر تطبيق الفصل الثالث من قانون «هيلمز بورتون» الذي يسمح خصوصاً بملاحقة الشركات الأجنبية التي تدير ممتلكات أمّمتها كوبا خلال ثورة فيديل كاسترو في 1959، أمام محاكم أميركية.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الكوبي أن «التعاون بين كوبا وفنزويلا لا ولن يتغير، مع حكومة نيكولاس مادورو الشرعية والوحدة المدنية العسكرية لشعبه». وأضاف إن روسيا وكوبا ستوحّدان جهودهما في مواجهة «وباء الإجراءات القمعية الأحادية». وخلال زيارته، التقى لافروف الرئيس ميغيل دياز كانيل، والأمين العام الأول لـ«الحزب الشيوعي الكوبي» راؤول كاسترو، وينتظر أن يستكمل جولته اللاتينية لتشمل البرازيل وسورينام بعد كوبا. وترافقت العقوبات الأميركية الجديدة مع احتفاء أبرامز بتأثير الحزم السابقة منها على روسيا، إذ قال أمس إن «من المدهش أنه على الصعيد المالي... لم يعد (الروس) يعطون أموالاً لفنزويلا... بل يأخذون منها أموالاً». وتابع أن الروس «يساعدونهم (الفنزويليين) في بيع نفطهم بطريقة ما وهذا أمر نتابعه عن كثب».
الحملة الأميركية على موسكو وكاراكاس وهافانا، تزامنت أيضاً مع إعلان الرئيس الفنزويلي انطلاق مناورات عسكرية ضخمة، بمشاركة أكثر من مليون شخص من العسكريين وعناصر قوات الدفاع الشعبي، في رسالة واضحة لواشنطن مفادها أن فنزويلا «ستحمي نفسها من أي تهديد قادم من الشمال». وقال مادورو، أول من أمس، إن هذه المناورات تبدأ في الذكرى الـ 236 لميلاد القائد التاريخي، سيمون بوليفار. وشدد على أن بلاده «تضم قوات مسلحة قوية وإرادة لحماية نفسها». ومن المقرر أن تجرى المناورات على ثلاث مراحل تمتد حتى نهاية الشهر المقبل، على أن تركز في مرحلتها الأخيرة على «محاربة العصابات الإجرامية الناشطة على الحدود».