وسط ذلك، وفي مساعٍ للضغط على الأوروبيين الذين أمهلتهم طهران 60 يوماً للاستجابة لطلباتها، وجه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، تحذيراً إلى برلين وباريس ولندن، بالقول: «إذا أخفق الموقعون على الاتفاق، خصوصاً الأوروبيين، في الوفاء بالتزاماتهم بطريقة جدية، فالخطوة الثالثة ستكون أقوى وأكثر حسماً، ومفاجئة بعض الشيء». وأضاف موسوي: «سنختصر المراحل التالية كافة (لخطة تقليص التزامات ايران المعلنة في أيار/ مايو) وسنمر مباشرة لتطبيق آخر المراحل»، من دون أن يحدد بدقة طبيعة «المرحلة الأخيرة». لكنه أكّد أنه بعد مرور المهلة المحدّدة، فإن « الخيارات كافة» واردة، بما فيها الانسحاب من «فيينا» ومعاهدة منع الانتشار النووي.
يبحث الإيرانيون خيارات تشمل استئناف تشغيل أجهزة الطرد المركزي
«سعياً للتخفيف من حدة التوتر»، أعلنت الرئاسة الفرنسية أنّ إيمانويل بون، المستشار الدبلوماسي للرئيس إيمانويل ماكرون، سيزور إيران اليوم وغداً، وسيبحث اتخاذ خطوات قبل 15 تموز/ يوليو الجاري، من دون مزيد من الإيضاحات.
الخطوة الإيرانية قوبلت بتهديد أميركي جاء على لسان نائب الرئيس، مايك بنس، الذي كان يتحدّث أمام مؤتمر تنظّمه حركة «مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل» الإنجيلية، حيث حذّر من مخاطر فهم سياسة «ضبط النفس» التي تمارسها بلاده على أنها «ضعف». وقال بنس إنّ الولايات المتحدة «مستعدّة لحماية العسكريين والمواطنين الأميركيين في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن بلاده ستواصل الضغط عبر العقوبات، وأنه «لن يُسمح أبداً بأن تمتلك إيران سلاحاً نووياً».
في المقابل، جدّد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اتهام واشنطن بممارسة «إرهاب اقتصادي»، محذراً من أنّ العقوبات لن تجبر إيران على التفاوض بشأن اتفاق جديد. وكتب في تغريدة: «الفريق ب (بولتون ونتنياهو وابن سلمان) باع للرئيس الأميركي دونالد ترامب (الفكرة) المجنونة بأنّ قتل خطة العمل الشاملة المشتركة من خلال اللجوء إلى الإرهاب الاقتصادي سيفتح الطريق أمام اتفاق أفضل». وقال ظريف: «بينما يتّضح أكثر فأكثر أنّه لا يوجد اتفاق أفضل، فإنّهم يحضّون إيران بصورة غريبة على الامتثال التام. ثمة مخرج، ولكن ليس في ظل قيادة الفريق ب».