تستمّر الولايات المتحدة في التصعيد في وجه الصين في كلّ الملفات الخلافية. وبعد أزمة «هواوي»، ورفع السقف في الحرب التجارية، انتقلت واشنطن من جديد إلى الملف التايواني، والمعروف بمدى حساسيته بالنسبة إلى الصين. وعلى إثر استفزازات متكررة الشهر الماضي تمثلت في عبور مدمّرات أميركية مضيق تايوان، ولقاء مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون، بوزير خارجية تايوان دافيد لي، الأسبوع الفائت، وصولاً إلى مصادقة الكونغرس الأميركي على قانون يدعم تايوان، خرجت الصين لتعلن أن الولايات المتحدة «تلعب بالنار» في شأن تايوان. وفي مؤتمر صحافي أمس، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، وون كيان، إن «الولايات المتحدة لعبت بشكل متكرر مؤخراً الورقة التايوانية، في محاولة فاشلة لاستخدام تايوان لاحتواء الصين. هذه مجرد أمنيات لن تتحقق». وأضاف المتحدث: «واشنطن تلعب بالنار من خلال سلسلة الخطوات التي قامت بها، والتي تعوّق بشكل خطير تطوير العلاقات بين البلدين وجيشيهما، إضافة إلى تهديد السلام والاستقرار في مضيق تايوان». وجاءت التحذيرات الصينية في وقت بدأت فيه القوات الجوية والبحرية والبرية في تايوان تدريبات على التصدّي لـ«قوة غازية»، توازياً مع تعهّد وزير الدفاع بحماية الجزيرة في «مواجهة تهديدات عسكرية متصاعدة من قِبَل الصين». وأمس، نفّذت طائرات مقاتلة ضربات، وفتحت سفن حربية النار لتدمير رأس جسر لـ«العدو»، بينما شارك أكثر من 3000 جندي في تدريب بالذخيرة الحية في منطقة بينجتونج الجنوبية. وخلال تدريبات عسكرية سنوية في أنحاء الجزيرة هذا الأسبوع، هبطت مقاتلات على الطريق السريع الرئيس في تايوان، وتسبّب التدريب على الغارات الجوية في وقف مظاهر الحياة في المدن الكبرى. وقال وزير الدفاعن، ين تيه فا، للصحافيين وهو يتابع التدريبات إن «الحزب الشيوعي الصيني يواصل التوسع في قوته العسكرية، من دون التخلي عن فكرة استخدام القوة لغزو تايوان».