غادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليابان، أمس، مختتماً زيارته الثانية لحليفته، خلال ولايته، والتي استمرت أربعة أيام، وحملت بعداً عسكرياً وتجارياً. ومرّ ترامب، خلال الزيارة، على القضايا الدولية، التي كان من أهمّها الملف الكوري الشمالي النووي، وإيران. تخلّلت الزيارة محطّات عدّة وقف عندها الإعلام، كان من بينها لقاؤه الإمبراطور الجديد ناروهيتو، وذلك في أول لقاء لهذا الأخير مع زعيم أجنبي. وخلال الزيارة التي بدأت يوم السبت، بدا هدف ترامب واضحاً حيث راح يروّج، فور وصوله، للأسلحة والمعدات العسكرية الأميركية، معلناً أن لدى واشنطن الأفضل في هذا المجال، ومؤكداً أن اليابان كالحلفاء الآخرين «ستطلب الحصول عليها». وبالفعل، لم يخرج ترامب من رهانه خاسراً، إذ أعلنت الحكومة اليابانية نيتها شراء مقاتلات أميركية جديدة من طراز «إف 35»، وهو الأمر الذي سيجعلها صاحبة أكبر أسطول من هذه الطائرات من بين حلفاء الولايات المتحدة.ومشيداً بالقوة العسكرية الأميركية في المحيط الهادئ من على متن سفينة حربية في قاعدة عسكرية أميركية ــ «يو إس إس واسب»ــ خاطب ترامب، أمس، نحو 800 عسكري أميركي، قائلاً إن هؤلاء العسكريين «هم أكثر المحاربين الأميركيين إثارة للرعب في هذا الجانب من المحيط الهادئ». وأكد أن ليس للولايات المتحدة النية في خسارة مركزها الريادي في العالم، مشيراً إلى معدات وصواريخ وقذائف ودبابات وطائرات وسفن تملكها واشنطن، ولا أحد في العالم كله «يستطيع أن يبنيها كما نفعل نحن. إنهم حتى ليسوا قريبين من ذلك».
أعلنت اليابان أنها ستشتري 105 طائرات من طراز «إف 35»


رغم ذلك، لم يكن الشق العسكري هدف الرئيس الأميركي الوحيد خلال الزيارة، فقد تطرّق ترامب الذي أتى محمّلاً بأجندة مكثّفة، إلى عدة ملفات داخلية وخارجية. وفي ما يتعلق بالداخل الياباني، كان ملف التجارة هو الأبرز الذي تناوله ترامب خلال لقائه مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، أول من أمس. وفي هذا السياق، قال إن البلدين يأملان أن يكون لديهما المزيد الذي يعلنانه بشأن اتفاق تجاري بينهما قريباً جداً. وأضاف، في مؤتمر صحافي مع آبي، أن هدفه إزالة الحواجز التجارية حتي يمكن أن تحظى الصادرات الأميركية بفرصة عادلة في اليابان، وحثّ اليابان على علاج الخلل في الميزان التجاري مع بلاده. وكان الرئيس الأميركي قد هاجم فور وصوله إلى اليابان العلاقة التجارية غير المتوازنة بين الطرفين، متعهداً بأنها ستصبح «عادلة بعض الشيء» بعد التوصل إلى اتفاق. وجاء ذلك فيما أمضى ممثل التجارة الأميركي، روبرت لايتهايزر، أكثر من ساعتين مع وزير الاقتصاد الياباني، من دون أن تتوافر مؤشرات على اختراق في إطار التجارة.
أمّا بشأن الصين والحرب التجارية القائمة بين البلدين، فأكد الرئيس الأميركي أن واشنطن ليست مستعدة لعقد اتفاق تجاري مع بكين، لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية إبرام الدولتين صفقة في يوم ما. وأشار إلى أن الصينيين «يرغبون في عقد اتفاق. لسنا مستعدين لعقد اتفاق»، مضيفاً أننا «نحصل على عشرات الملايين من الدولارات من طريق الرسوم الجمركية، ويمكن أن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير للغاية وبسهولة بالغة». ومع ذلك، قال ترامب إنه «قد يكون هناك اتفاق جيد للغاية مع الصين في وقت ما في المستقبل، لأنني لا أعتقد أنّ الصين تقدر على الاستمرار في دفع هذه المليارات من الرسوم الجمركية».