أفادت وكالة «أسوشيتد برس»، أمس، بأن رئيس وكالة «الاستخبارات المركزية الأميركية» الأسبق (2013 ـــ 2017)، جون برينان، سيقدم إلى الأعضاء الديموقراطيين في مجلس النواب إحاطة حول التصعيد القائم مع إيران. ونقلت الوكالة عن مسؤول ديموقراطي ومصدر آخر قولهما إن «من المقرر أن يلتقي برينان (المعروف بمواقفه المعارضة لسياسات ترامب) بالنواب الديموقراطيين وراء الأبواب المغلقة الثلاثاء المقبل، وذلك على خلفية زيادة القلق داخل الكونغرس في شأن الخطوات المفاجئة التي تتخذها إدارة البيت الأبيض في الشرق الأوسط في خضمّ التصعيد مع إيران. وستشارك في الاجتماع أيضاً المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية، وكبيرة المفاوضين الأميركيين في المحادثات حول الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، ويندي شيرمان. وأشارت الوكالة أن اللقاء سيُعقد «بالتزامن مع إحاطة أخرى من المقرر أن تنظمها إدارة ترامب للمشرعين في الكونغرس، لإطلاعهم على تفاصيل المخاطر المتزايدة من قِبَل إيران وحلفائها».من جهتها، كشفت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أجرى مشاورات مع مستشار له من خارج البيت الأبيض، في شأن التصعيد الحالي مع إيران. وأشارت الصحيفة، في تقرير لها أمس، إلى أن ترامب استدعى أخيراً نائب رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي سابقاً، الجنرال المتقاعد جاك كين، للتشاور معه، مبيّنة أن ترامب كثيراً ما يلجأ إلى نصائح كين حين يواجه مواقف متضاربة لدى مستشاريه الرسميين. ولفتت إلى أن اللقاء يأتي وسط مخاوف من أن تضرّ سياسة مستشار الأمن القومي، جون بولتون، باستراتيجية ممارسة الضغط على إيران من دون اللجوء إلى خيارات عسكرية.
وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة «لوس أنجلس تايمز» الأميركية، في مقال تحت عنوان «لا يوجد سبب مقنع للولايات المتحدة لخوض الحرب مع إيران»، أنه «لحسن الحظ، هناك دلائل على أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، منزعج من وزير خارجيته (مايك بومبيو)، ومستشاره للأمن القومي (جون بولتون)، لتقدمهما في التخطيط لصراع عسكري». ورأت الصحيفة أن آخر شيء «يجب أن يريده مستشارو ترامب السعداء هو حرب عديمة الجدوى ولا معنى لها مع إيران»، وأن الشيء الأخير الذي يجب أن يريده ترامب هو «كسر تعهده في حملته بعدم جرّ البلاد إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط».
وتابعت الصحيفة أن بإمكان الإدارة الأميركية أن تقدّم «فرضية مُقنعة لاستخدام القوة العسكرية إذا كانت إيران تشكل تهديداً مباشراً للمصالح الأميركية الحيوية»، مستدركة بأنه «على الرغم من أن أنشطة إيران في المنطقة قد تكون ضارة بالولايات المتحدة وأصدقائها، فإن الحقيقة المزعجة، خاصة بالنسبة إلى الصقور في البيت الأبيض، هي أن طهران لا تشكل أي تهديد وشيك للمصالح الأساسية الثلاث للولايات المتحدة (منع الإرهاب ضد الأميركيين في الخارج أو ضد الوطن، والحفاظ على تدفق النفط من دون انقطاع من الخليج الفارسي، ومنع حصول إيران على سلاح نووي)». ولفتت «ذي لوس أنجلس تايمز» إلى أن طهران «تتقاسم في الواقع مصلحة مشتركة مع واشنطن في قتال الدولة الإسلامية في العراق وسوريا».
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران هدّدت مراراً بإغلاق مضيق هرمز بين الخليج الفارسي وخليج عُمان، والذي يتدفق عبره 30% من مجمل النفط المنقول عن طريق البحر، «لكنها لم تنفذ تلك التهديدات»، متابعة أنه خلال العام الماضي، توقفت الوحدات البحرية الإيرانية عن مضايقة السفن البحرية الأميركية في الخليج الفارسي، ولم تتدخل في حرية الملاحة في المياه الدولية. كما أن إيران، على رغم «تهديداتها، لم تكثف تخصيب اليورانيوم للأسلحة النووية». وختمت الصحيفة بالقول: «ليس هناك مبرر مقنع للحرب، ولا يوجد شيء تقريباً من الدوافع السابقة للعمل العسكري الأميركي»، منبّهة إلى أن «الحرب مع إيران محفوفة بالمخاطر، حيث إن أميركا تمتلك غلبة القوة العسكرية، لكن القوات العسكرية الإيرانية ووكلاءها يمكن أن يتسبّبوا في أضرار جسيمة للولايات المتحدة وحلفائها».