بعد أسبوعٍ من التصعيد التجاري في وجه الصين، أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الحرب التجارية بين البلدين ما هي إلّا «شِجار صغير»، مشيراً إلى أنّه ما زال بإمكان البلدين التوصّل إلى اتفاق يضع حدّاً لها. وقال ترامب إن «الصينيين يريدون إبرام اتفاق. هذا أمر يمكن القيام به». وبينما شدّد على متانة اقتصاد بلاده، جدّد الرئيس الأميركي التأكيد أنّه لن يقبل إلا بـ«صفقة جيدة» أو لا شيء على الإطلاق.وقبيل إعلان ترامب، كانت وزارة الخارجية الصينية قد صرّحت بأنّ الولايات المتحدة تُعرّف النزاع بين البلدين بشأن التجارة بأنه« حرب تجارية»، وأنّ الصين إنما «اتخذت خطوات دفاعاً عن النفس». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ، أمس، رداً على أسئلة بخصوص التكهنات بأن يوقع ترامب أمراً تنفيذياً، هذا الأسبوع، يحظر على الشركات الأميركية استخدام معدات الاتصالات التي تُصنّعها شركات تشكل تهديداً للأمن القومي، بما يمهد لفرض حظر على التعامل مع شركة «هواوي» الصينية، إن بكين تأمل أن «تتوقف واشنطن عن استخدام الأمن القومي ذريعةً وأن تخلق بيئة عادلة للشركات الصينية»، مضيفاً أنّ واشنطن أساءت إلى بعض الوقت استخدام نفوذها لتشويه سمعة الشركات الصينية، وأنّ ذلك «ليس عملاً شريفاً». ودعا واشنطن إلى خلق بيئة عادلة، والكفّ عن ممارسة الضغوط على شركات بلاده. ونفى شوانغ تصريح ترامب بأنّ الاقتصاد الصيني في وضع سيئ، مؤكداً أن اقتصاد بلاده يواصل استقراره ونموه بنحو ثابت.
يعتزم ترامب تأجيل فرض رسوم جمركية مرتفعة على واردات بلاده من السيارات


على صعيد الدول الأخرى التي تخوض الولايات المتحدة أيضاً حرباً تجارية معها، دعت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، ومسؤولون مكسيكيون، واشنطن إلى رفع الرسوم عن الصلب والألمنيوم من أجل قيام «تجارة حرة حقيقية» في القارة. وقالت فريلاند في مؤتمر صحافي: «الآن وقد أصبح هناك اتفاق تجارة حرة بين بلداننا، ويمضي هذا الاتفاق قدماً نحو التصديق عليه في البلدان الثلاثة، نشعر أكثر من أي وقت مضى بأنّه حان وقت رفع الرسوم»، مضيفة أنّ من شأن ذلك أن ينتج «تجارة حرة حقيقية». وقد وافقها الرأي كلّ من وزيرة الاقتصاد المكسيكية غراسييلا ماركيز كولين، ومساعد وزير الخارجية المكسيكي لشؤون أميركا الشمالية خيسوس سيادي، اللذين يجريان زيارة لكندا. وقال سيادي: «أنا متفائل بأنّ الأميركيين قد ينضمّون إلينا».
إلى ذلك، ذكرت مصادر أنّ الرئيس الأميركي يعتزم تأجيل فرض رسوم جمركية مرتفعة على واردات بلاده من السيارات، فيما تسعى واشنطن إلى التوصل إلى اتفاقات مع شركائها التجاريين الرئيسيين. وكان ترامب قد هدّد بفرض رسوم جمركية مرتفعة تصل إلى 25% على واردات السيارات، وهو ما أقلق دول الاتحاد الأوروبي واليابان بشكل خاص إضافة إلى المكسيك وكندا. وذكرت المصادر أن ترامب الذي يتوقع أن يعلن بحلول السبت المقبل قراره بشأن تطبيق هذه الرسوم استناداً إلى مخاوف قومية، سيؤجل القرار مع تقدم المفاوضات.