أما بكين، التي أبدت تحفظاً بادئ الأمر، فقد خرجت أخيراً عن الصمت لتتوعد بالردّ. وقال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية، أول من أمس، إن «أي تصعيد في النزاعات التجارية لن يكون في مصلحة أميركا ولا الصين ولا العالم، ولذلك سيكون مما تأسف له الصين»، وأضاف: «لكن إذا طبقت أميركا تعريفاتها المضاعفة على المنتجات الصينية، فسيكون على بكين اللجوء إلى الرد باتخاذ تدابير مضادة».
ومع عدم تحرك إدارة ترامب لاستدراك قرار الرسوم الجديدة، فرضت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية، في إشعار رسمي، الرسوم الجمركية الجديدة بقيمة 25 % على الشحنات المستهدفة بالزيادة القادمة من الصين إلى الولايات المتحدة، بعد منتصف ليل أمس بتوقيت واشنطن. وقالت متحدثة باسم الهيئة إن البضائع التي تندرج تحت أكثر من 5700 فئة منتجات تستهدفها الزيادة الأخيرة، غادرت الموانئ والمطارات الصينية قبل منتصف الليل، وستدفع نسبة الرسوم القديمة وهي 10%. وأعلنت وزارة التجارة الصينية، أمس، أنها «تأسف بشدة» لزيادة الرسوم على السلع الصينية، وتعهدت باتخاذ «التدابير المضادة اللازمة»، فيما لم يكشف عن ماهية هذه التدابير. لكن البيان أضاف إن «الجولة الـ 11 للمشاورات الأميركية ــــ الصينية الاقتصادية والتجارية العالية المستوى جارية، ونأمل أن يتمكن الجانبان الأميركي والصيني من الالتقاء في منتصف الطريق».
دخلت أمس الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب حيّز التنفيذ
من جانبه، رأى المستشار لدى «ماكلارتي أسوسيتس»، جيمس غرين، الذي كان حتى آب/ أغسطس الماضي أكبر مسؤول في مكتب الممثل التجاري الأميركي في السفارة في بكين، أن «الصينيين في النهاية سيرغبون في استمرار المفاوضات. السؤال: أين سيتوجهون بالرد؟». ويعتقد غرين أن الصين ستعزز الحواجز غير المتعلقة بالرسوم على الشركات الأميركية، مثل تأجيل موافقات الجهات التنظيمية، إذ ليس بمقدورها فرض رسوم جمركية أعلى على واردات سلع أميركية بنفس القيمة. والقطاع الأكبر تأثراً من الواردات الصينية بأحدث زيادة للرسوم هو فئة تبلغ قيمتها ما يزيد على 20 مليار دولار، وتضم أجهزة مودم الإنترنت وأجهزة التوجيه (رواتر) وأجهزة أخرى لنقل البيانات، تليها لوحات الدوائر المطبوعة البالغة قيمتها نحو 12 مليار دولار والمستخدمة على نطاق واسع في منتجات مُصنعة في الولايات المتحدة.
رغم ذلك، اتفق المفاوضون الصينيون والأميركيون الذين اجتمعوا في واشنطن، على الاستمرار في التفاوض لليوم الثاني، ما يُبقي على آمال التوصل إلى اتفاق في نهاية المطاف سيزيل تهديداً كبيراً للاقتصاد العالمي. وقالت وزارة التجارة الصينية إنها ستتخذ إجراءات مضادة دون أن تذكر تفاصيل. وبعد محادثات استغرقت 90 دقيقة، اتفق ليو ولايتهايزر ومنوتشين على أن يستأنفوا اليوم (أمس) المساعي لإنقاذ اتفاق قد يُنهي حرباً تجارية مستمرة منذ عشرة أشهر». وأضافت الوزارة إن المحادثات مستمرة، وإنها «تأمل أن يكون بمقدور الولايات المتحدة لقاء الصين في منتصف الطريق، وبذل جهود مشتركة، وحل القضية عبر التعاون والتشاور».
( أ ف ب، رويترز)