تستمرّ الولايات المتحدة في التصعيد ضدّ فنزويلا. وبعد فشل جميع خططها، باتت تقترب أكثر فأكثر من الخيار العسكري، إذ صرّحت مصادر عن نية واشنطن إرسال سفينة طبية عسكرية إلى أميركا اللاتينية. تزامن ذلك مع اجتماعٍ جمع مايك بومبيو وسيرغي لافروف، أكّد الأخير بعده عدم وجود مؤشرات على احتمال حدوث تدخل عسكري أميركي في كراكاس.لا تفوّت الولايات المتحدة الفرصة للتصعيد في فنزويلا. ورغم المفاوضات التي جمعت، أول من أمس، وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بنظيره الروسي سيرغي لافروف، والتي أعلن الأخير عند انتهائها عدم وجود مؤشرات على احتمال حدوث تدخل عسكري أميركي هناك، إلّا أنّ مسؤولين أميركيين أعلنوا، أمس، أن بلادهم تخطط لإعلان إرسال سفينة طبية عسكرية إلى أميركا اللاتينية، على خلفية التوترات في فنزويلا. ولم يوضِح المسؤولين المكان المحدد الذي ستُرسل إليه السفينة. إضافة إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في الإدارة الأميركية توقعه أن يعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بينس، فرض عقوبات إضافية على مسؤولين فنزويليين، ومساعدة اللاجئين الذين غادروا فنزويلا، فضلاً عن مساعدة أخرى مشروطة بـ«الانتقال السياسي» في البلاد. وهذه ليست المرة الأولى التي تُقدم واشنطن على خطوة كهذه، إذ كانت قد أرسلت العام الماضي سفينة «Comfort» إلى المنطقة، لـ«مساعدة اللاجئين الفنزويليين». وخلال مهمتها، دخلت السفينة موانئ في كولومبيا وبيرو والإكوادور وهندوراس.
من المتوقع أن يعلن مايك بينس فرض عقوبات إضافية على مسؤولين فنزويليين


التصعيد الأميركي جاء بعد لقاءٍ جمع بومبيو ولافروف في فنلندا، نوقشت فيه الأزمة في فنزويلا، حيث أبدى الوزير الروسي تشدداً وصلابةً في وجه المخططات الأميركية في كراكاس. وأشار لافروف إلى «أنّه لم يرَ مؤيدين للتدخل العسكري المتهوّر في فنزويلا، من خلال اتصالاته بالأميركيين وغيرهم من الدبلوماسيين في أوروبا وأميركا اللاتينية»، آملاً أن «يتحوّل هذا التفهم إلى سياسة عملية، وأن لا يكون هناك حل عسكريّ، لأنّه سيكون كارثياً، والدبلوماسيون الأميركيّون لديهم هذا الفهم أيضاً». موقف لم يحل دون تحذير لافروف من أن أي تحرك عسكري سيجلب عواقب وخيمة. وفي سياق رده على دعوة بومبيو إلى خروج روسيا من فنزويلا، شدّد لافروف على أهمية التمييز بين «المواقف الحقيقة وما يخرج إلى العلن». في المقابل، رأى وزير الخارجية الأميركي أنّ «روسيا حالة فريدة من نوعها، ويجب التوقف عندها، ولا سيما في منطقة القطب الشمالي بسبب حجم مزاعمها هناك»، مضيفاً أن «موسكو أعلنت في عام 2014 عزمها على زيادة وجودها العسكري في المنطقة، وأعادت فتح قاعدة عسكرية في الدائرة القطبية تعود إلى حقبة الحرب الباردة»، ومبرزاً أنّ ذلك «من سمات السياسة العدوانية الجديدة لروسيا».
في غضون ذلك، لا يزال زعيم المعارضة يبرّر فشل الانقلاب العسكري الذي خاضه الثلاثاء الماضي. وبعدما عزا الفشل إلى «سوء تقدير» الدعم الذي تتمتع به المعارضة في الجيش، أعلن خوان غوايدو، أمس، أن السبب الثاني وراء الإخفاق هو «أنّ بعضاً ممّن أعلنوا استعدادهم للانضمام إلى الانتفاضة العسكرية لم يفوا بوعودهم»، مؤكداً في المقابل أن التغيير «قريب جداً». وفي مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، قال الانقلابي، معلّقاً على الدعوة التي وجهها في 30 نيسان/ أبريل الماضي قرب قاعدة عسكرية في كراكاس، ومعه المعارض ليوبولدو لوبيز: «هناك أشخاص لم يفوا بوعودهم... هذا لا يعني أنّهم لن يفعلوا ذلك قريباً». وأشار غوايدو إلى أنّ «من الواضح اليوم أنّ الاستياء معمّم، والقوات المسلّحة ليست في منأى منه»، مشدداً على دور العسكريين «الجوهري». وأشار إلى أنّ «ثمة أحاديث تجري مع مسؤولين مدنيين وعسكريين مستعدين للوقوف بجانب دستورنا»، من دون أن يذكر أيّاً من هؤلاء المسؤولين تحديداً. وكان مادورو قد أكد، أول من أمس، أنه «أفشل هذه المناوشات الانقلابية»، متوعّداً بمعاقبة الخونة، لكن غوايدو أشار إلى أن الرئيس منذ وفاة سلفه ومرشده في السياسة هوغو تشافيز عام 2013 «لم يعد يثق حتى بحرسه المقرّب»، معتبراً أن «ضعفه سيقود قريباً إلى تغيير الحكومة». وختم المعارض بالقول إنه «متفائل كثيراً لأنّنا قريبون جدّاً من تحقيق التغيير في فنزويلا»، مبدياً عزمه على تحقيق «انتقال ديموقراطي وانتخابات حرة».