بعدما مُني حزب «المحافظين» الحاكم بزعامة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، بخسارة أكثر من ألف مقعد في الانتخابات المحلية التي جرت الخميس الماضي، وبعد مطالبة ماي مجدداً بالاستقالة، تبدو الأخيرة «متفائلة» بإبرام اتفاق يحظى بدعم حزب «العُمّال» المعارض، برئاسة جيريمي كوربن، للخروج من مأزق «بريكست». وأمس، كتبت ماي مقالاً في صحيفة «ميل أون صنداي» البريطانية، قالت فيه إنها تتفهم دوافع مؤيدي «بريكست متشدد» في صفوف حزبها، حين يشعرون بالخوف من التوصل إلى اتفاق سلس مع كوربن «الاشتراكي».
رفض 100 نائب أي اتفاق يتوصل إليه ماي وكوربن بلا استفتاء

وتحاول ماي حل الأزمة السياسية في شأن خطتها للخروج من الاتحاد، بعدما رفضها البرلمان ثلاث مرات، ما أجبرها على التقدم بطلب إلى الزعماء الأوروبيين لتأجيل موعد الرحيل. واعتبرت رئيسة الوزراء أن الضربة التي تلقاها الحزبان في الانتخابات عززت ضرورة إيجاد اتفاق خروج من الاتحاد يحظى بـ«قبول غالبية النواب، حتى لو رفضه عدد كبير من نواب حزبها». وخاطبت زعيم المعارضة بالقول: «فلنصغِ إلى ما قاله الناخبون في الانتخابات، ولنضع خلافاتنا جانباً في الوقت الحالي. دعنا نبرم اتفاقاً». ولفتت إلى أن الحكومة «تجري محادثات مع المعارضة»، مشيرة إلى أن «العديد من زملائي يشعرون بعدم الارتياح تجاه هذا القرار. وبصراحة، ليس هذا ما أردته أيضاً... لكن علينا أن نعثر على طريقة لنكسر حالة الجمود». وأكدت أنها ستواصل «التفاوض ومحاولة إيجاد مخرج»، لافتة إلى أنه «كلما طال الأمر، زاد خطر عدم مغادرتنا إطلاقاً».
من جهتها، وتعليقاً على خطوة ماي، قالت صحيفة «ذي صنداي تايمز» البريطانية إن الحكومة حاضرة لإعطاء «العُمّال» مجالاً للبحث في شأن ثلاث مسائل متعلقة بالخروج، هي: الاتفاق الجمركي، حقوق العمال ومواءمة البضائع. وأكدت الصحيفة أن ماي ستضع خططاً لتسوية مؤقتة للتعامل الجمركي مع الاتحاد الأوروبي حتى الانتخابات العامة المقبلة المقررة في أيار/ مايو 2022. مع ذلك، عبّر أكثر من 100 نائب في المُعارضة لماي وكوربن عن رفضهم التصويت على أي اتفاق يتوصلان إليه معاً، إذا لم يخضع لاستفتاء قبل ذلك.