بعد ثلاثة أيام على الخطوة الأميركية التصعيدية ضد إيران، عبر إلغاء الإعفاءات من العقوبات على تصدير النفط لـ8 دول، خرجت الردود في طهران من أعلى هرم النظام. المرشد علي خامنئي تطرّق في خطاب له إلى القرار الأميركي بلغة تقلّل من خطورة الخطوة، لكنها تحذّر من أن «هذا العداء لن يمرّ من دون ردّ... الشعب الإيراني ليس شعباً يلتزم الصمت أمام أعدائه». ومن دون توضيح ماهية «الردّ»، شدّد خامنئي على أن «مساعي هؤلاء (الأميركيين) لن تبلغ مآربها، نحن قادرون على تصدير الكمية التي نشاؤها ونحتاجها من النفط. هم يتوهّمون بأنهم قد سدّوا الطرق كافة، لكن الشعب النشيط والمسؤولين الواعين لو شمّروا عن ساعد الهمّة قادرون على فتح العديد من الطرق المسدودة». ورأى المرشد أن تخفيض مستوى التعلّق «بهذا النمط من المبيعات النفطية» أمر يستحق الثناء «وهو يخدم مصالحنا». وذكّر بالخطوات العديدة التي أقدم عليها «العدو» ضد إيران في السابق، ليخلص إلى القول: «الآن قد لجأوا إلى القضايا الاقتصادية المتنوعة، ويصرّحون بأننا نريد تركيع الشعب الإيراني، فليعلموا أن الشعب الإيراني لن يركع أمامهم».وعلى المنوال نفسه، أكد وزير الخارجية جواد ظريف، من نيويورك، استمرار بلاده في تصدير النفط واستخدام مضيق هرمز، لكنه دعا واشنطن إلى الاستعداد لـ«العواقب» إذا أقدمت «على الإجراء المجنون وحاولت منعنا من فعل ذلك»، محذراً من تآمر فريق «ب»، أي: جون بولتون وبنيامين نتنياهو وابن سلمان وابن زايد. كما لم يستبعد احتمال تعاون طهران مع واشنطن لإرساء الاستقرار في العراق وأفغانستان.
طمأن روحاني إلى قدرة إيران على بيع نفطها «بطرق مختلفة»


وأمس، شكّك الرئيس حسن روحاني في استعداد الأميركيين لإجراء مفاوضات، مؤكداً أنهم «يسعون عبر أفعالهم إلى إلحاق هزيمة بالشعب الإيراني، والعودة ثانية إلى إيران». وأشار إلى إمكانية عقد هذه المفاوضات «بشرط إزالة جميع الضغوط والاعتذار عن إجراءاتهم غير القانونية وانتهاجهم أسلوباً متسماً بالاحترام المتبادل». ورأى روحاني أن على بلاده جعل الولايات المتحدة «نادمة على إجراءاتها»، داعياً إلى القيام «بما يثبت خطأ الأميركيين وحساباتهم على أرض الواقع». وطمأن إلى قدرة إيران على بيع نفطها «بطرق مختلفة» وتخطي المشكلة «مع جميع دول المنطقة والدول الصديقة». وفي السياق نفسه، كشف مدير مكتبه، محمود واعظي، أن الحكومة أعدّت مجموعة من الخطط لمواجهة الحظر.
وفي تصريح آخر، شنّ روحاني هجوماً لاذعاً على السعودية والإمارات، لاشتراكهما في الخطوة الأميركية عبر التزام تعويض النفط الإيراني بعد دخول الحظر حيّز التنفيذ. وقال إن «وجود السعودية والإمارات وبقاءهما اليوم كان رهناً بالقرار الحكيم الذي اتخذته حكومة الجمهورية الإسلامية»، مشيراً إلى عرض كان قد قدمه الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، إبان حرب الكويت، لإيران بالاشتراك في الحرب. ورأى أن تصرف الرياض وأبوظبي بمثابة «مواجهة ضد الشعب الإيراني». في غضون ذلك، قال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، أمس، إنه لا يرى حاجة إلى زيادة الإنتاج فوراً لتعويض إمدادات إيران، مضيفاً: «نيتنا البقاء داخل حدّ إنتاج أوبك الطوعي، لكن سنكون متجاوبين مع عملائنا، ولاسيما الذين كانوا حاصلين على إعفاء من العقوبات».