دمّر حريق هائل كاتدرائية نوتردام القوطية في العاصمة الفرنسية باريس، والمدرجة على لائحة التراث العالمي. الحريق الذي وصفته بلدية باريس بـ«الرهيب»، حظي بمتابعة شعبية وسياسية في الغرب، وسط مشاهد النيران وهي تلتهم على مدى ساعات المعلم الديني والسياحي، الذي وصفته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في تصريح متضامن، بأنه يمثّل «رمزاً لفرنسا ولثقافتنا الأوروبية». وأعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن شعوره بالحزن ومشاطرة الأمّة الفرنسية آلامها «لرؤية جزء منا يحترق». وتدخّل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ودعا إلى «التصرّف بسرعة»، مقترحاً استخدام صهاريج المياه الطائرة لإخماد الحريق «المروع للغاية» سريعاً. وأعربت منظمة «اليونسكو» عن وقوفها مع فرنسا «لحماية وترميم هذا التراث الذي لا يقدر بثمن»، فيما اعتبر المتحدّث باسم مجمع الأساقفة في فرنسا أن «رمزاً كبيراً للإيمان الكاثوليكي يحترق». وأعلن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، بدوره، تضامنه مع «الشعب الفرنسي الصديق»، معتبراً أن «الحزن يلف العالم» لـ«كارثة تراثية وإنسانية تفوق الوصف».وفيما باشرت السلطات تحقيقاً حول أسباب الحادثة التي أدت إلى انهيار برج الكاتدرائية البالغ ارتفاعه 93 متراً والتهام النيران لسقفها، رجّحت فرق الإطفاء، التي وجدت صعوبة في السيطرة على النيران، أن الحريق مرتبط بورشة الترميم التي تشهدها الكاتدرائية. وأرجأ الرئيس ماكرون خطابه الذي كان من المقرر أن يلقيه أمس للرد على مطالب محتجي «السترات الصفر» بسبب متابعة الحريق، حتى موعد غير محدد. وكان من المقرر أن يطرح الرئيس الفرنسي في خطابه سلسلة إجراءات يعتزم اتخاذها رداً على مطالب المحتجين، وأن يكشف عن «ورش العمل التي تحظى بأولوية وأول الإجراءات الملموسة»، بحسب إعلان سابق عن قصر الإليزيه.